Author

النهائي .. ليس خسارة فقط

|
الظروف ليست هي الظروف، والمستويات الفنية تغيرت، والتنافس بين النصر والهلال هذا الموسم لم يعد كما كان هشاً في العقد الأخير، بل بات أفضل وأجمل مما كان، وحتى عندما وصفت نهائي كأس ولي العهد بين الغريمين التقليديين العام الماضي بأنه "ديربي مختلف" فلا يمكن أن أختزل هذه القمة الكروية بكل تجلياتها الآنية في هذا الوصف الذي إن صح إطلاقه شكلياً ذلك العام فلن يؤدي الغرض مرة أخرى عندما يختلف المضمون في كل شيء هذا العام. هذا اللقاء هو الذي يمكن أن ينفذ بتأثيره الواسع في منظومة الأصفر الفاخرة، أو يتغلغل بأثره القوي في تركيبة الأزرق الرائعة، فهو ليس مجرد مباراة فحسب، بل هو "ديربي" مهم يسجل في تاريخ لقاءات العملاقين، وكأس تضيف لأحدهما الكثير والكثير والكثير، ودوري ينتظر بكل شغف إطلالة بطل لن ينسى أنه متشوق لأن يؤكد منطق التأثر والتأثير في عالم كرة القدم. إنه لقاء ألمح في طياته انعكاسات لما يليه من بطولات أخرى تتجاوز مقولة: «الضربة التي لا تميتني تحييني»، حتى إن جاءت في سياق رفع المعنويات وشحذ الهمم، كما أنه أداة ضغط جديدة يمكن أن تلعب على وتر شعار "بطل لا تكلمني"، بعد أن ملأ شعار الصدارة النصراوية الدنيا وحرك جمود الساحة الكروية وهو لا يزال في قيد الصدارة، وأحدهما يتوج بلقب مهم ومؤثر جداً؟! لا أبالغ إذا حشدت كل المترادفات والأوصاف التي تسبغ عناصر القوة والضعف والجوانب الفنية المختلفة التي ستكون من تداعيات ومؤثرات وإرهاصات هذا "الديربي" الكبير، فالحراك المجتمعي الذي تزامن مع عودة النصر لمكانه الطبيعي، والسير الحثيث من الهلال للحاق به في الدوري لا نزال نحس بتأثيره الكبير الذي لا يهدأ بين وسائل الإعلام وملايين المشجعين والمغردين في مواقع التواصل داخل المملكة وخارجها. كل هذا الصخب في تصوري ما هو إلا دعوة صريحة لترقب هذا "الديربي" الذي كان طوال السنوات الماضية أكبر دليل على مساحة التأثير التي يملك بها العالمي أو الزعيم زمام المبادرة والضغط وإسقاط العقد التي أصبحت خير سلاح نفسي قبل كل مباراة، فكيف إذا توافقت مع حراك مجتمعي وعبارات مؤثرة يرددها الصغير قبل الكبير ويتغنى بها المشجع داخل حدود الوطن وخارجه؟!
إنشرها