Author

القطط والشتاء

|
محدثكم من مناصري حقوق القطط بالذات. يشدني فيها جمال العيون والبراءة الظاهرة، وإن لم تكن القطة بريئة. تستطيع القطة أن تأسرني بمجرد الوقوف والتحديق في وجهي. سأبوح لكم بسر لا تعلمه حتى أعلى السلطات "أم العيال"، وأتوقع ألا تعلمه حتى بعد نشره، لأنها لا تتابع مقالاتي "فزامر الحي لا يطرب". تربطني بإحدى القطط علاقة حماية أقوم بها بشكل يومي، خصوصاً في الشتاء. تجري القطة نحو الصالة التي أفترش كنبتها وأتابع قنواتي كل ليلة تقريباً. تركض القطة وتأتي بعدها بثوان العاملة المنزلية "سارة" في حالة مطاردة. تسألني سارة "بابا إنتي فيه سوفي بسه؟"، أهز كتفي بالنفي. فتستمر في طريقها. تنتهي المطاردة إما بطرد القطة وإما بحصولها على ملجأ تبيت فيه ليلتها. أصدقكم أنني أحس أحياناً بها "تبربس" في غرفة نومي أثناء الليل، لكنني لا أحرك ساكناً حتى تمل فتخرج إلى مكان آخر. بلغت بها الثقة أنها تقف أمامي بكل برود، ومهما صرخت عليها لتخرج من المكان، لا يهمها ذلك، إنما تستمر في شأنها، هذه لحظات أتمنى فيها أنني "سارة". تختفي كل القطط تقريباً عندما يشتد البرد. خلال أيام تصبح الشوارع خالية، خصوصاً في الليل، ملتجئة إلى أي مكان يحميها من البرد، بعكس ما يحدث في الصيف. عندها تجد القطط "تتبطح" في الشوارع والحدائق وجوار محابس المياه بحثاً عن البرد. الزبدة عزيزي القارئ على رأي عبد العزيز الحمدان: لا بد أن يحاول كل واحد منا أن يحمي القطط من برد هذا الشتاء. من لديه سور يمكن أن يضع في أحد أركانه مكاناً تلجأ إليه القطط. يمكن أن يكون هذا من الخشب أو الكرتون، المهم أن يفرشه ببعض الرمل أو الحشائش، وإن وضع فيه بعض الطعام ففي كل كبد رطبة أجر. كما أقترح على كل سائق أن يضرب بيده "كبوت" السيارة قبل تشغيل المحرك لتصحو القطط التي لجأت إلى دفء المحرك وما حوله خلال الليل، وتذهب في حالها.
إنشرها