Author

لنحارب التحرُّش

|
هزت قضية متحرش المنطقة الشرقية المجتمع بكل فئاته. يكاد لا يخلو مجلس من نقاش المقطع الذي صور ذلك السلوك المنحرف الفاسد. جاءت الصور لتؤكد أن هناك ثغرات يهملها الآباء والأمهات والمجتمع بأكمله تؤدي إلى وقوع الأطفال ضحايا لتلك النوعية التي لا يمكن أن نصفها بالبشرية بل إن الحيوانات تربأ بنفسها عن سلوك هؤلاء. هناك حالات أسوأ مما شاهدناه في المقطع تحدث في كل مكان. لا بد أن نتأكد أن هناك ما يمكن أن يضع الأطفال فريسة لهؤلاء المهووسين. وما دامت الحالة لها أطراف، فلا بد أن ندرس كل طرف لنحاصر هذه السلوكيات الفاسدة الخطرة. ترك الأطفال وحدهم في الأماكن العامة أو الخاصة، سواء الذهاب للمدرسة أو العودة منها. أو إرسالهم لإحضار أي مواد من الخارج أو إبلاغ الرسائل أو إيصال المواد للغير يجعلهم ضحايا محتملين. ارتداء الملابس الشفافة أو الضيقة أو القصيرة التي تظهر مفاتن معينة، هي وسيلة مضمونة لتحويل الطفل إلى فريسة. كما أن غلق الأبواب على الطفل مع أي شخص يعتبر من أخطر الأمور مهما كان مقام أو مهمة أو علاقة هذا الشخص بالطفل. إن تشجيع الأطفال على الحديث وبث مشاكلهم بمختلف أنواعها والإصغاء لهم والعمل معهم على حل ما يواجهونه، سيوجد لدى الطفل الحافز للإبلاغ عن السلوكيات المشبوهة. تقول الإحصائيات إنه رغم شدة العقوبات التي تطبق على المتحرشين بالأطفال هناك ثلاثة ملايين طفل أو طفلة تعرضوا للتحرش في الولايات المتحدة. يتم في الأغلب الإبلاغ عن 30 في المائة من حالات التحرش فقط. لكن يمكن تفادي 95 في المائة من حالات التحرش والإيذاء الجنسي. تسهم الرقابة الإدارية الصارمة في المدارس وتركيب الكاميرات في منع حالات التعرض للتحرش من الظهور والانتشار، كما أن وضع قواعد سلوكية بالنسبة للتعامل بين العاملين في المدارس والطلبة أمر مهم جداً. تنتج عن التحرش آثار نفسية خطيرة، ضحايا التحرش يكونون أكثر عرضة للانغلاق والكآبة والشك المرضي تجاه الأشخاص والأحداث، بل إن كثيرا منهم مرشحون للانتحار. أطالب بقوانين صارمة تجاه المتحرشين. ويمكن أن نستفيد في وضعها من الدول الناجحة في المجال، لأن ترك المتحرشين دون عقاب صارم هو جريمة بحق الضحايا في الحاضر والمستقبل.
إنشرها