Author

تسويق الفشل

|
ليس هناك أسوأ من أن تنتكس المفاهيم وتختل المسلمات في الوسط الرياضي، فيصبح الفاشل قادراً على المجاهرة أمام الملأ بتسويق سياسة إدارة ناديه التي تسير بشهادة النقاد والمحللين والمتابعين من سيئ إلى أسوأ أمام الشركات المحلية والخليجية. ما تعمله الإدارة الاتحادية حالياً في تصوري ليس سوى نموذج غريب يكرّس انقلاباً صارخاً في موازين متطلبات البحث عن شركات الرعاية التي تعمل عليها الأندية، وتختلف فيها بناء على ما توافر لها من فكر وجهد وعمل. هذا الاختلال الفكري زيَّن للإدارة الاتحادية مرحلتها الجديدة التي أصبح فيها النجوم والأساطير والقادة ومن قدم خلاصة تجربته وفكره وتاريخه الكروي على شفا التنسيق والطرد والإبعاد والتجاهل، وليس ذلك فحسب بل من الممكن أن تنقل هذه المعاناة القاسية وتعمم هذه التجربة السيئة في مؤتمر رياضي أمام الشركات الخليجية في دبي، وكأن الإدارة تريد أن تروج لمشاكلها المتعاقبة المتمثلة في عملية (التنظيف) التي تفاخر بها وتجري على قدم وساق وبلا هوادة منذ أن تسلمت إدارة الفايز وجمجوم مهام العميد، حتى لو كانت النتائج على حساب تراجع ثقة الجماهير، وهدم شخصية الاتحاد المرعب، وتفريغ النادي من النجوم واحداً تلو الآخر، سواء كان قائداً للمنتخب والعميد، أو أسطورة لا مثيل لها في تاريخ الاتحاد! ليست المشكلة في هذا التسويق المخجل الذي ينطبق عليه المثل الشعبي الشهير (شين وقوي عين)، بل تكمن في مواصفات رؤساء الأندية التي يجدر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تكون دقيقة للغاية فيمن تنطبق عليهم الشروط، فلا تمنح الثقة لرؤساء لا علاقة لها بكرة القدم، جل همهم الهدم وتقويض البناء تحت مسميات (التنظيف) وما شابه ذلك. إن الاتحاد أحوج ما يحتاج إلى "فيتو" عاجل يتعامل مع من قلب الأمور رأساً على عقب بـ"تنظيف" من نوع خاص تحت بند الجمعية العمومية، أو وفق قرار من رعاية الشباب يعيد الأمور إلى نصابها، وينقذ العميد من رحمة أخطاء مصيرية ما زالت تتخبط بالفريق وتكتب تاريخاً جديداً مشوهاً لا يليق بسمعة العميد، ولا يتواءم مع ما قدمه المونديالي من نجوم وأمجاد ومنجزات تشهد بها (آسيا) قبل المنافسات المحلية.
إنشرها