Author

مشاهد إيجابية في دورينا ..

|
.. مع كل هذا الشحن المتزايد في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، بعد عودة المنافسة بين الجارين العاصميين، إلى سابق عهدها في الثمانينيات ومطلع التسعينيات، ترتفع الأصوات العالية التي يحركها القلب، وتنزوي الأصوات الهادئة الصادرة عن العقل، وتطفو على السطح أحداث تافهة وتغوص في الأعماق أحداث إيجابية جميلة، تغيب تحت صرخات العاطفيين. كثيرة هي الإيجابيات التي أفرزها الدور الأول في دوري جميل، ومع عودة المنافسة، عاد رجل الأعمال الملياردير الشهير الوليد بن طلال لدعم الرياضة على مستوى الأندية الكبرى، فقدم مليونا للمتصدر، ومثله للهلال الثاني وهو الغائب عن دعمه منذ إدارة عبد الله بن مساعد، وهي رسالة جميلة لرجال المال والأعمال قبل الرياضيين. مع عودة النصر الجميلة، امتلأ ملعب الملز لأول مرة في مباراة ليس طرفيها النصر والهلال معا، وكان منظرا مهيبا لم أره لجماهير العالمي منذ مباراة النصر والرياض في دوري الهريفي عام 1994، حين عصب رأسه المضرجة بالدماء وعاد للملعب يقود نصره لفوز ثمين. ومع عودة المنافسة، لم يعرف الهلال هذه التحركات الشرفية المركزة لتغذية أزرق سامي، وتصحيح عثراته القاتلة. منافسات هذا العام، أظهرت ملامح جميلة، كان للرائد القصيمي منها أروع لوحة، حين أعلن رئيسه التربوي الخلوق عبد العزيز المسلم أن لاعبه البرازيلي لا مكان له في النادي بعد حركته غير الأخلاقية، وهي رسالة مهمة أرجو أن يتعلم منها كبار إدارات الأندية وجماهيرها، التي تنصر لاعبيها ظالمين ومظلومين بمعناه السطحي. في منافسات هذا العام، أطلق ياسر القحطاني أجمل تصاريحه منذ أن وقف أمام كاميرا، قال: نحن مدينون للهلال، وليس لنا عليه أي ديون أو مطالبات لنا. في رسالة جميلة للنشء المقبلين على النجومية والأضواء. وعند الحديث عن المشاهد الجميلة في دورينا بقسمه الأول، لا يمكن غض النظر عن الموقف الجميل في مباراة النهضة والاتحاد، حين أخرج اتحادي الكرة، وفريقه في موقف يسمح له بالتسجيل، لكنه انتصر للروح الرياضية، وهي رسالة رائعة تحفظ للكرة ومنافساتها أخلاق الفرسان المندثرة إلا عند من رحم ربي. .. في القسم الأول من الدوري، كان مشهد الصغير عمرا، الكبير عطاء وأخلاقا، مصطفى بصاص وهو يحتضن عاملا أجنبيا في النادي الأهلي بعد تسجيله هدفا، مشهد مؤثر، رائعا، يمكن أن نستخرج منه الكثير والكثير من الملامح الإيجابية، ونرد به على كل من يقول إن المال والمال فقط، هو المحرك للاعبين في العقد الأخير. .. ومهما وصفت وتحدثت، تتقزم الحروف أمام مشهد نور لاعب النصر، الذي وقفت له جماهير ملعب كامل تحييه، حياة النصراويين وهو بين صفوفهم ويدافع عن ألوانهم، وهتف باسمه الاتحاديون وهو يهاجم مرماهم، لوحة وفاء بديعة، بديعة يمكن أن نوظفها في أي مكان نريد عند الحديث عن دورينا. في أجمل صور أخلاق الفرسان، كتب فيصل بن تركي على حسابه في "تويتر": أعلم أن المذيع الداخلي أخطأ، ولكن جماهير النصر لا يرضيها أن تكون سببا في قطع رزقه. وهكذا يكون القائد، يحرك الجماهير ويقودها، تتبعه ولا يتبعها، يلون ذائقتها ولا يتلون بعاطفتها المضلة. .. لدينا الكثير من الأخطاء، ونملك قائمة طويلة من السوداويين أصحاب الأصوات المزعجة، ولدينا من الإيجابيات الكثير. في يوما ما، أطلق محمد النويصر رئيس رابطة الأندية المحترفة السعودية، وسما على "تويتر" أسماه، "كن إيجابيا"، وتحدث فيه عن الوطن الكبير بإيجابية مطالبا السوداويين بالانزواء في ظلامهم، واليوم أطالبه باستثمار هذه الإيجابيات في دورينا، أطالبه بعمل وثائقي قصير ينتجه الذراع الإعلامية في الرابطة، يبث في نقاط التواصل الاجتماعي ويمرر من خلاله رسائل توعية وتثقيف للنشء، وإن لم يستثمرها أولو الأمر في الرياضة مثله، لا أحد سيفعل.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها