Author

العنف الأسري من منظور بيروتي

|
درجة "البرودة" في بيروت 1 تحت الصفر. مهما اشتدت العواصف والأعاصير تظل بيروت شامخة ورأسها في السماء. استجبت يوم الجمعة الماضي لدعوة من منظمة الإسكوا التي تعمل تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، لإلقاء كلمة في اجتماع المنظمة في بيروت. تضم "الإسكوا" 17 بلداً عربياً في منطقة غربي آسيا من ضمنها السعودية. الهدف من الندوة إطلاق دراسة تحت عنوان "مكافحة العنف الأسري ضد النساء والفتيات .. سياسات عامة لتمكين المرأة في المنطقة العربية". قلت إن التحرش لا علاقة له بزي المرأة، إنما بنظرة الرجل للمرأة .. إذا احترم الرجل المرأة واستطاع أن يتعامل معها كإنسان فلن يتحرش بها، أما إذا كان يفكر في المرأة كجسد للمتعة، فإنه لن يتردد في التحرش بها إذا أمِن العقاب. تحدثت أيضاً عن مبادرة "الشريط الأبيض" وهي مساندة الرجل لمبدأ إنهاء العنف ضد المرأة بكل أشكاله الجسدية والجنسية واللفظية والنفسية أو التهديد بهذه الأعمال عن طريق الإكراه. الهدف هو تثقيف الأطفال والشباب في سن مبكرة بضرورة احترام المرأة وتغيير المواقف السلبية تجاهها وعدم تعريضها للإيذاء. لا مكان اليوم لـ "سي السيد" صاحب الكلمة الأولى والأخيرة المتفرد بالرأي الواحد صاحب القوامة والوقار الآمر الناهي دون النظر إلى مشاركة المرأة. المطالبة بحقوق المرأة تُواجَه بهاجس الخوف والشك والريبة والشك، وغالباً من منطلق أيديولوجي متشدد، ربما يصل في بعض الأحيان إلى التدليس والتكفير. رغم أن لدينا في السعودية أكثر من 100 نظام ولائحة تشدد على رعاية وحماية حقوق الإنسان تتوافق مع التشريعات الإسلامية والاتفاقيات الدولية، إلا أن الاتصالات الشهرية للإبلاغ عن العنف ارتفعت من ألف متصل إلى 15 ألف متصل شهريًّا، حسب التقارير الصحافية المحلية. جميع الأديان السماوية بما فيها الدين الإسلامي الحنيف كفلت للمرأة حقوقها، لكن المجتمع انتهك هذه الحقوق. شددت في كلمتي على أهمية إيجاد قانون الأحوال الشخصية لتنظيم مسائل النفقة والحضانة ومسائل الزواج وكل المسائل المتعلقة بشؤون المرأة. الإعلامية نضال الأشقر بكلماتها المدوية، غسان مخيبر النائب في البرلمان بهدوئه وتسلسل أفكاره، الدكتورة لبنى القاضي مديرة مركز دراسات المرأة في جامعة الكويت وإدارتها المميزة للحوار، إيناس مكاوي الوزيرة المفوضة في جامعة الدول العربية واقتراحاتها المنطقية .. كلها أضافت بعض الحرارة لصقيع بيروت. قلت في نهاية كلمتي؛ لا أظننا سننتهي من الجدل حول موقع المرأة في النظام الاجتماعي طالما بقي فريق من المجتمع مصمما على أنه وحده صانع السوق وحامي القيم. لعلك تتذكر أخي الرجل ﺃﻧﻚ تخرج ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ .. وتكمل دينك بسبب امرأة .. والجنة تحت أقدام امرأة.
إنشرها