Author

الخطة المالية والتمويل

|
بعد أن عرضنا بشكل مختصر عناصر دراسة الجدوى وخطة العمل التي يجب عملها والبحث فيها قبل البدء في أي مشروع، نأتي اليوم للحلقة الأخيرة من هذه السلسلة، وهي الخطة المالية والتمويل. هذا الجزء يجيب بشكل مختصر عن الأسئلة التالية: إلى كم نحتاج كرأسمال للبدء في المشروع؟، ما الطريقة المثلى لإدارة رأس المال؟، والسؤال المهم: من أين سنأتي برأس المال؟ يقسم رأس المال اللازم لبداية أي مشروع لثلاثة أقسام، القسم الأول رأس المال اللازم لشراء الأصول اللازمة لبداية المشروع كالبضاعة في حالة المشاريع التجارية أو الآلات والمواد الخام في المشاريع الصناعية أو الأيدي العاملة وتدريبها إن كان المشروع خدميا. والجزء الثاني المصاريف الثابتة ومصروفات التأسيس التي يجب علينا أن ندفعها مقدما قبل بداية المشروع، كالإيجارات والرواتب للأشهر الأولى ومصاريف التراخيص والإنشاءات وخلافه. الجزء الثالث هو جزء من المصروفات المتغيرة للأشهر الأولى. وينبغي علينا تخصيص هذه المبالغ للمصروفات الثابتة والمتغيرة للأشهر الأولى ''يفضل لعام'' لكي نتجنب العجز المالي، لأنه بطبيعة أي مشروع جديد، سيتعرض المشروع للكثير من العثرات التي قد تؤخر البيع وبالتالي تؤثر سلبا في التدفقات النقدية. بعد معرفتنا بتفاصيل رأس المال، نبدأ بوضع سيناريو المبيعات المتوقع بحسب الخطة التسويقية، ومنها ومن تفاصيل رأس المال الذي سلف ذكره أعلاه نستطيع أن نكوِّن القوائم المالية الثلاث، قائمة الدخل وقائمة المركز المالي وقائمة التدفقات النقدية. لكن الأهم في هذه القوائم الثلاث لأي مشروع جديد هي قائمة التدفقات النقدية، فإن كانت موجبة فهذا يدل على أن المشروع ناجح دون معوقات، وإن كانت سالبة في السنة الأولى أو الشهور الأولى، سيواجه المشروع تعثرات قد تتسبب في إقفاله، ولهذا فإن وضع قائمة التدفقات النقدية المتوقعة قبل بداية المشروع، سيبين لصاحب المشروع المشكلة التي يتوجب عليه حلها. يبقى السؤال الذي يعتبر أكثر إلحاحا على رائد الأعمال، من أين سأمول مشروعي؟ ونصيحتي لرائد الأعمال ألا يسأل هذا السؤال إلا بعد الانتهاء من وضع الخطة المالية وهي آخر جزء من خطة العمل، لأمرين مهمين، الأول أنه لو سأل هذا السؤال من البداية، ربما يكون عائقا له عن المضي قدما في إعداد خطة العمل، الأمر الثاني، هو أنه بنهاية خطة العمل سنعرف بشكل أدق كم نحتاج للبداية في مشروعنا الجديد. إضافة إلى الجهات الحكومية التي تمول رواد الأعمال كبنك التسليف ومعهد ريادة، هناك شركة واعد التابعة لأرامكو السعودية، ومجموعة عقال في الرياض، وبعض صناديق الاستثمار الخاصة، وهناك أيضا رجال الأعمال، والذين يتعطشون لتوسيع قاعدتهم الاستثمارية، وأيضا هناك الأقارب والأصدقاء، والقروض الشخصية من البنوك. الأمر المهم معرفته والإيمان به هو أن أي رائد أعمال جاد سيحصل على تمويل في نهاية المطاف إذا تحلى بالصبر والإصرار.
إنشرها