رقابة مشدّدة لمنع متسللين من لقاء قيادات «القاعدة» في اليمن

تكثف المديرية العامة لحرس الحدود السعودية عملياتها الرقابية على الحدود مع اليمن هذه الأيام، تحسباً لحالات التسلل من وإلى المملكة المتزامنة مع موسم الحج.
وتتأهب دوريات حرس الحدود لمنع عناصر عربية وإفريقية تستغل أيام الحج للنفاذ إلى اليمن والعودة منه بهدف لقاء قادة ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والتزود بتعليمات وخطط خاصة بعمليات إرهابية أو تحركات تنفذها بعد العودة من رحلة الحج.
وأبلغ ''الاقتصادية'' مصدر مطلع في وزارة الداخلية السعودية، أن توجيهات لمديرية حرس الحدود صدرت بأخذ أقصى درجات المراقبة، لإحباط أي محاولة تسلل من داخل البلاد. وأكد المصدر أن السعودية تضع في الحسبان وجود عناصر غير سعودية تخطط للتسلل نحو اليمن للقاء قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

#2#

#3#

ولفت المصدر إلى اكتمال التجهيزات على منفذ الطوال التابع لمنطقة جازان عبر كاميرات حرارية تغطي مساحة حدود المنفذ المشتركة مع اليمن البالغة 53 كيلومتراً، مهمتها منع أي محاولة نفاذ على مدار الساعة.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' العميد محمد الغامدي المتحدث باسم المديرية العامة لحرس الحدود، أن دوريات الحرس تشدد الرقابة على المنافذ البرية على وجه الخصوص خلال فترة الحج منعاً لاستغلال الشعيرة، مبيناً أن الدوريات أحبطت متسللين من السعودية إلى اليمن يحملون جنسيات عربية وإفريقية وآسيوية.
وأشار العميد الغامدي إلى أن حرس الحدود يتعامل مع الحدود السعودية ــــ اليمنية بمزيد من التدقيق بسبب اضطرابات اليمن الداخلية مع عناصر القاعدة، مدللاً على ذلك بإحباط رجال حرس الحدود العام الماضي محاولة تسلل 11 شخصاً ينتمون للعناصر الضالة قصدوا اليمن عبر منفذ الوديعة في منطقة نجران.
وتشترك السعودية مع اليمن بحدود تتجاوز 800 كيلومتر، وأوردت الإحصائية الشهرية الصادرة من حرس الحدود لشهر شوال 1434هـ، أن المهربين الذين تم القبض عليهم بلغ عددهم 258 مهربا، كما بلغ عدد المتسللين الذين تم توقيفهم أكثر من 20 ألف متسلل، فيما أحبط رجال حرس الحدود محاولة تهريب 389 قطعة من السلاح وقرابة 14 ألفا من الذخيرة الحية. وفاق عدد المتسللين إلى السعودية من اليمن 160 ألفا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الهجري الحالي، وتشير الإحصائيات إلى أن مجموع المتسللين إلى السعودية خلال الأعوام من 2008 إلى 2010 بلغ نحو 700 ألف شخص. وفقدت السعودية منذ مطلع السبعينيات الميلادية حتى العام الهجري الماضي قرابة 553 شهيدا من رجال حرس الحدود. وتتمركز عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محافظات لحج ومأرب وأبين جنوب شرقي اليمن وحضرموت وشبوة.
ويتزعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي ويكنى بأبي بصير، وكان قد شغل منصب السكرتير الخاص لأسامة بن لادن، وغادر أفغانستان في 2001 وتم اعتقاله في إيران وتسليمه للسلطات اليمنية وقضى سنتين في سجن الأمن المركزي في صنعاء وكان أحد الـ 23 هاربا من السجن في فبراير 2003، بعد أسبوع واحد من إعلان الولايات المتحدة أن اليمن لم يعد يشكل تهديدا على أمنها القومي.