Author

لا حل.. واستمرار التخوف

|
يبدو أن استمرار الأزمة الأمريكية حول الموازنة وسقف الدين مستمرة، والحل ما زال في علم الغيب ومعها يستمر السوق السعودي في الترقب والتراجع البطيء على أمل "لعل وعسى" وحقق السوق بالتالي تراجعا لليوم الثالث على التوالي أمس. فالخوف من القرارات والتوجهات للحكومة والكونجرس في الولايات المتحدة تمتد للعالم نظرا لحجم الدين الأمريكي وتأثيره في العالم، والسؤال هل ستكون الأزمة الثانية التي يوجدها الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة الرهن أم لا؟ السيولة التي توجهت للسوق السعودي تراجعت لليوم الثالث على التوالي وكانت أقل من خمسة مليارات حيث بلغت ٤.٠٧٦ مليار ريال، ولعل التراجع يمكن رده إلى عذرنا السابق الإشارة له وهو الترقب وانتظار انتهاء الإجازة فيما تواصل الشركات الإعلان عن نتائجها التي تظهر تحسنا للأرباع الثلاثة العام الجاري مقارنة بالعام الماضي. واتجهت السيولة إلى أربعة قطاعات احتل المقدمة فيها القطاع البنكي ثم قطاع التأمين فقطاع البتروكيماويات وأخيرا قطاع التطوير العقاري واستمرت السيولة الموجهة للقطاعات الأربعة لتتجاوز 50 في المائة من السيولة الموجهة للسوق السعودي. واستمرت نتائج القطاع البنكي في التحسن وتركز تدفق السيولة عليه لليوم الثاني على التوالي. الأسواق المحيطة اختلفت تركيبة الأسواق التي حققت اللون الأخضر حيث استمرت الكويت في تحقيق اللون الأخضر وانضم لها سوقا دبي وقطر في حين تراجعت الأسواق الباقية. وعلى المستوى العالمي نجد أن أسواق آسيا وأمريكا تحسنت أمس وتراجعت أسواق أوروبا والذهب واكتست باللون الأحمر. الملاحظ تحسن أسعار النفط وارتفاعها في سوق نايمكس أمس لتصل إلى ١٠٣.٧ دولار للبرميل. الملاحظ أن الأسواق الأمريكية والنفط والذهب تتداول مع اقتراب إغلاق أسواق العالم مما يجعل انتقال تأثيرها إلى يوم الأربعاء. والغريب في الأمر هو تحسن أسواق أمريكا وتراجع باقي الأسواق مع أن الأزمة فيها وربما هناك توقعات بقرب إيجاد الحل لها. السوق السعودي وهبوطه خلال الأيام الثلاثة الماضية (الأحد إلى الثلاثاء) كان بطيئا وربما انفراج الأزمة سيؤدي إلى تحسن السوق للاستفادة من النتائج المعلنة من قبل الشركات وإتاحة الفرصة للاستفادة من النتائج في دفع السوق إلى الأعلى. يوم الأربعاء من المهم أن يعود السوق إلى الاستناد إلى الوضع المحلي بدلا من التركيز على البعد الخارجي واستمرار التخوف منه. وعدم صدور حل من طرف الولايات المتحدة وانهيار الدولار بسبب الدين وسقفه ستكون له عواقب وخيمة على العالم ولا نعرف مدى الضرر الذي يمكن أن يحدث في حال قيام الولايات المتحدة بإعلان إفلاسها وعدم سداد الدين وهو أمر مستبعد كلية.
إنشرها