Author

ضغوط غير منطقية على السوق

|
استعاد سوق الأسهم السعودي لونه الأخضر أمس بعد ضغط استمر خلال اليومين الماضيين. واستطاع السوق السعودي أن يسترد جزءا من الخسائر والتراجعات، التي خفضته عن مستوى 8000 نقطة. وعلى الرغم من تراجع السيولة في السوق السعودي عن مستوى الأربعة مليارات ريال ولأول مرة وصلت إلى هذا الحد إلا أن السوق أغلق على اللون الأخضر. والملاحظ أن السيولة توجهت لقطاع التأمين ثم البتروكيماويات ثم المصارف وأخيرا القطاع الزراعي وتجاوزت 60 في المائة من السيولة الداخلة في السوق ولأول مرة يخرج القطاع العقاري من بين أكبر القطاعات التي توجه لها في السوق السعودي. الأسواق المحيطة أغلقت جميعها على اللون الأحمر ما عدا سوقي السعودية وأبوظبي المتراجعين الأحد، اللذين حققا تحسنا بسيطا، فيما كان المزاج العام للأسواق هو اللون الأحمر. الأسواق العالمية لم تخرج عن اللون الأحمر، حيث تراجع أداء السوق الآسيوي والأوروبي والولايات المتحدة بسبب الأوضاع الاقتصادية النابعة من أزمة الميزانية الأمريكية وسقف الدين، الأمر الذي مثل ضغطا كبيرا على مختلف الساحات. والملاحظ أن الذهب تراجع واكتسب اللون الأحمر، وكذلك النفط الذي انخفض مرة أخرى في افتتاح الإثنين، لكن لا يزال فوق 101 دولار. ولعل توصل السلطات الرسمية في الولايات المتحدة إلى حل سيسهم في تخفيف الضغط على الأسواق العالمية وتعود مرة أخرى للتحسن. السوق السعودي عاكس النمط العالمي في أكثر من مرة ولأسباب غير منطقية، الوضع الذي أسهم في تحسن السوق أمس وعودته للون الأخضر بعد أن تراجع عن مستواه المتوقع. ولولا ضغط الأسواق العالمية والمحلية وتراجعها لكان السوق تجاوز حاجز 8000 نقطة بسهولة، لكن الأوضاع الاقتصادية العالمية لم تساند التحسن في السوق بدرجة كافية. الأمور غير المنطقية تدفع أحيانا المتداول إلى سلوكيات سلبية، نظرا لأن رأس المال جبان، لكن يفترض في المستثمر الاستناد على المنطق وعلى قوة الأرضية في السعودية اقتصاديا وسياسيا بدلا من التذبذب السلبي.
إنشرها