Author

نعيب زماننا.. والعيب فينا

|
.. مؤكد أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال، لم يكن يقصد الدفاع عن حقوق فريقه فقط، حينما قال إن نظام دوري أبطال آسيا يخدم أندية الشرق الآسيوي على حساب شطرها الغربي، ومؤكد أن الرئيس الشاعر الغائب هذا الموسم عن المشهد باختياره يبحث عن المصلحة العامة، لا الخاصة، وإن تراخت الخُطى. .. أتفهم نوايا الأمير الحسنة، ولا يخالجني شك في أنه يعرف جيدا أن فريقه الأزرق الكبير غادر تحت ولايته دوري أبطال آسيا من أدوار مختلفة خمس مرات، أربع منها أمام فرق من غرب القارة ومرة واحدة من فريق شرقي، وبعد مضي ثلاث جولات من الدوري السعودي آنذاك. .. ليست هذه المرة الوحيدة التي تشتكي فيها فرق السعودية من نظام دوري الأبطال المقسوم على موسمين غربا، وموسما شرقا، ولكن الأحداث والوقائع تشير إلى أن الفرق السعودية في الأعوام العشرة الأخيرة تغادر غالبا من أمام مثيلاتها في الغرب قبل أن تتصادم بالشرق، وحتى في المرات القليلة التي خرجت فيها بأمر أتى من الشرق، لم يحدث ذلك في بداية الموسم، إذا استثنينا الأهلي والشباب هذا العام. ومنذ عام 2003، أي قبل عشرة أعوام، لم يلتق في نهائي القارة فريقان من الشرق، فيما لعب فريقان من الغرب في نهائي 2004، ولم يغب أهل الشطر الغربي عن النهائي إلا مرة واحدة في عام 2008، حين تواجه جامبا أوساكا الياباني وأديلاند يونايتد الأسترالي في النهائي، ولا يمكن احتساب أديلاند شرقيا بل لن تجد له مكانا في القارة كلها جغرافيا. .. الوقائع لا تسند الأندية السعودية في مطالبها، وورشة العمل التي رأسها الدكتور حافظ المدلج قبل أسبوعين، وخلصت إلى المطالبة بفصل القارة شرقا وغربا لا يتصلان إلا في النهائي لم تقدم مطلبا شرعيا بل قدمت ما أحسبه أماني خاصة تستهدف فتح معبر إلى النهائي يُعتقد خطأ أنه آمن. الخروج المُر المتكرر، لأنديتنا من دوري الأبطال، جعل مسيريها يذهبون بعيدا في ملاحظاتهم، ويخفون عيوب فرقهم تحت نقد الأجندة، وما دام الأمر يستهدف الروزنامة ولدينا أفكار جيدة تجاهها، فالأقربون أولى بالمعروف، وأجندتنا المتعثرة غالبا أولى بالإصلاح. .. وما دام الأمر يتعلق بالمصلحة العامة كذلك، والسعي يفترض أن يكون مشتركا نحو تطوير فرقنا وكرتنا، فأرجو ألا يغيب عنا أننا جزء من القارة الآسيوية وأن في تطوير مسابقاتها، تطوير لنا، وفائدة مشتركة، ولن يكون ذلك بالبحث عن مبرر سهل لخسائرنا ولا اقتناص الضعف الذي يمر به اتحاد القارة ولجانه لتمرير مشاريع لا تخلو من الأنانية. أرجو من أنديتنا وممثلينا في الاتحاد القاري، الوقوف بحزم تجاه محاولات إعادة دوري أبطال آسيا إلى حالة الضعف والفشل اللتين سيطرتا عليه فترة طويلة قبل أن ينفض محمد بن همام عنه غبارهما ويعيد صياغته كمسابقة قوية تحفظ للمشاركين فرصا متساوية بنظام الذهاب والإياب، وتكفل مشاركة الأقوياء وفق شروط تمت صياغتها بدقة، وأرجو ألا يتمكن المتسللون في غيبته من تشويه هذه المسابقة، وهم الذين يحاولون الآن الظفر بمقاعد في دوري الأقوياء وهم لا يعالجون ضعفهم.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها