Author

الكسل .. زي العسل

|
مخاطر الكسل وأضراره التي تؤثر سلبا في صحة الإنسان تفوق مخاطر التدخين، كان موضوع دراسة أجريت أخيرا في هونج كونج، اتسمت بالإحصاءات الدقيقة المتعلقة بالوفيات خلال الأعوام الماضية، وبالمراجعة المرافقة للأسباب التي أدت إلى حالات الوفاة. ولقد أثبتت الدراسة أن الذين توفوا نتيجة مرض الكسل هم أكثر عددا من الذين توفوا نتيجة الأمراض الناتجة عن إدمان التدخين. كما أثبتت الدراسة أن الكسل ليست له حدود عمرية، وبرهنت على خطأ الشائعات التي تتردد بأن نسبة الأشخاص الذين يعانون الكسل تنحصر أعمارهم في الفترة بين مرحلتي الطفولة والمراهقة، كما أشارت الدراسة أيضا إلى العواقب النفسية السيئة التي تنجم عن قيام البعض بإطلاق وصف الكسول على الشخص البدين الذي لا يفضل كثيرا الحركة الجسمانية. يرى الخبراء المتخصصون أن الأشخاص الذين تصل درجة الكسل لديهم إلى حد المرض، خاصة بين أصحاب الأوزان الثقيلة عندما يقومون ببذل أي مجهود جسماني يتبعه إفراز الكثير من العرق ثم الشعور بعد فترة بخمول في الجسم، خاصة في القدمين والذراعين وبالتالي الشعور برغبة في النوم. في اعتقاد الخبراء المتخصصين أيضا أن الشخص البدين الذي يشعر بالإرهاق عند بذل أي مجهود ويدمن الكسل تعد حالته أكثر سوءا من الذي يدمن التدخين، وذلك لأن المدخن يعتاد شيئا معينا يستقبله الجسم في أوقات كثيرة ويحتاج إلى إرادة قوية للسيطرة على هذه العادة، في حين أن الكسل يدفع الشخص البدين إلى عدم القيام بأي مجهود تفاديا للإرهاق، وبالتالي فإنه يقرر بنفسه السير في طريق المرض. وإذا كان التدخين يحتاج من المدخن إلى إرادة قوية للامتناع عن تلك العادة، فإن الشخص البدين الكسول يحتاج هو أيضا إلى إرادة قوية لاتباع نظام غذائي قاس وإلى أن يشغل نفسه بالعديد من الأمور التي تساعده على ترك الكسل والسير في طريق النشاط. همس الكلام ''الحرية: حق الإنسان في أن يمضي إلى أبعد مدى يسمح به القانون''.
إنشرها