برغم ما قيل، وكان بالفعل حقيقة، من أن كثيرا.. بل كثير جدا من الأدباء المشاركين في المؤتمر الرابع للأدباء- المقامة فعالياته حاليا في المدينة المنورة- هم من الشباب المتميزين في جانب الإبداع الأدبي: شعرا.. مسرحا.. وقصة.. ورواية، إلا أن وجودها من كبار الأدباء الأجلاء.. وقدامى النقاد والدارسين، منهم على سبيل المثال: الدكتور ناصر الرشيد والدكتور سعيد السريحي والدكتور عثمان الصيني والدكتور عبد الله الشهيل والدكتور زهير كتبي والشاعر فاروق صالح بنجر، والشاعر عبد الله الصيخان وغيرهم.
هذا التلاقي الجميل بين جيلين، جيل أدبي متقدم، وجيل شبابي يقرأ تجربة السابقين، يمدح من إبداعهم، ويستقي من نبوغهم، ويستقرئ تجاربهم.
وجيل أدباء الشباب.. جيل مبدع.. وجيل جميل بأناقة الحضور، ورصانة الطرح، وهو الأمر الذي يشير إلى جودة مخرجات اللجنة العلمية للمؤتمر في اختيار هذه الأسماء.. بعض هؤلاء الأدباء السعوديين الشباب في مقتبل العمر، لم يعرف لون شعر رؤوسهم، شعرة بيضاء واحدة.
إنهم جيل الشباب.. عرابوا "الأدب السعودي القادم ".. شباب يبدع لجيل شاب مثله،، فالأرقام الإحصائية تشير إلى أن معظم سكان المملكة هم من الشباب.
ولعل القدر والمصادفة لعبت دورا في تجمع هؤلاء الأدباء الشباب.. وفقا لما أكده لنا صالح الغامدي- أمين عام المؤتمر- ولكن أيا كان الأمر فهو قدر جميل.. وخلاق.
إن هذا المؤتمر فرصة سانحة.. ومظلة تتلاقى فيها الأجيال.. خذوا أيها الكبار بأيدي "شباب الأدب" و"أدب الشباب".. لا تضنوا عليهم بمدارككم التي زادتها السنون حنكة.. وأذكتها التجارب روعة.. امنحوهم من تجاربكم الثريّة وقلوبكم النديّة.
وأنتم يا أيها الأدباء الشباب.. نحبكم ونفتخر بكم.. والدنيا تمضي فأيامها سريعة الدوران.. وستصبحون كبارا تمنحون الخبرة لجيل يأتي من بعدكم.. دمتم جميعا "كبارا وشبابا".

