Author

كلية للطب واقتراحات أخرى لجامعة البترول

|
شد انتباهي أن الكلمات الترحيبية في افتتاح ''مركز جنرال إلكتريك السعودية للابتكار'' الذي تم تدشينه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أخيراً تسلط الضوء على قطاع الرعاية الصحية. إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تنشئ جامعة البترول كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة؟ لدينا نقص في احتياجات المجتمع في هذه المنطقة، ومنها تلك الكليات المهمة. من معرفتي ببعض الأكاديميين السعوديين ''محل ثقة'' في الجامعة، من الواضح أن ضعف مرتبات هيئة التدريس أدى إلى انشغالهم بمصادر دخل أخرى. لا مانع أن يوسع دكتور الجامعة آفاق مداركه في مجالات أخرى بحثية واستشارية وأن يزيد من دخله ولكن ليس على حساب الطلاب الملتحقين نظامياً بالجامعة. ربما هذه مناسبة لحث الجامعة ووزارة التعليم العالي لإجراء دراسة شاملة قياساً مع مرتبات الأكاديميين في الجامعات العالمية. كذلك أقترح تكثيف جرعات الدورات التدريبية لطاقم التدريس وخاصة في تطوير الذات والتعامل الإيجابي مع الطلاب. أما السكن الجامعي للطلاب فهو بحاجة لإعادة تنظيم شامل. من غير المقبول أن تنتشر أدوات الترفيه مثل الشيشة وغيرها من الممنوعات في أروقة السكن بدون رقيب. من غير المقبول أن يأوي سكن الجامعة طلابا غير منتظمين وفي بعض الأحيان سكن أربعة طلاب أو أكثر في غرفة واحدة سيئة التهوية والمناخ الاجتماعي غير اللائق في جامعة عالية التصنيف عالمياً. أما تقييم الطلاب فهي حكاية أخرى. لن أخوض في تفاصيل التلاعب في تواقيع حضور الطلاب، أو استخدامهم لبنك الأسئلة Test Bank متعددة الاختيارات، أو استخدام المشاريع الدراسية السابقة مع بعض التغييرات الطفيفة، أو استخدام ''مفتاح أجوبة الكتاب'' Solution Manual، واللجوء للطرق المختصرة الأخرى في التحضير. ولكني آمل أن تدقق الجامعة في احتمالية حدوث هذه الثغرات. ربما من الأفضل أن تهتم الجامعة بمبادئ التفكير النقدي Critical Thinking في التدريس وهو لا يقل أهمية عن المواد الدراسية الأساسية. أما التوجيه المهني للطلاب فهو شبه معدوم في الجامعة، ولا يتناسب مع احتياجات الطالب وإرشاده لما بعد مرحلة التخرج. طلاب الجامعة هم مستقبل الوطن ويستحقون الرعاية والتوعية الصحية والاجتماعية اللائقة بهم كأي مواطن آخر في أي موقع آخر. من غير المقبول حضور الطالب الفصل بجلباب النوم والشبشب وكأنه في قهوة عامة. التأكيد على أهمية وضرورة العناية بغذاء الطالب من الأساسيات، وربما من الأفضل إعادة تقييم المطعمين الوحيدين المحيطين بجامعة تضم أكثر من 8000 طالب لانعدام البيئة الصحية والاجتماعية اللائقة بهما. أمنياتي بالنجاح والتوفيق للطلاب المستجدين وطاقم التدريس والجامعة في الفصل الأول للعام الدراسي الحالي 1434هـ /1435هـ بمستقبل أفضل. *عضو جمعية الاقتصاد السعودية
إنشرها