Author

نحو مسؤولية اجتماعية للشركات تعنى بالرياضة المدرسية

|
اختلفت تعاريف المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات، من واقع اختلاف زوايا النظر الى القطاع الخاص والشركات تحديداً،بيد ان اختلاف التعاريف والدلالات ما فتأ ان ينضج انموذجا نحو اعادة النظر الى الشركة، ليس كفاعل عضوي هدفه تحقيق الربح الخالص دون النظر الى أي اعتبار مجتمعي وبيئي، بل الى عنصر رئيس في التنمية الوطنية الشاملة. اضافة الى ذلك، تلعب الرياضة بعدد من الابعاد، دعما لدور الشركة داخليا، أي داخل الشركة فيما يتعلق بالموظفين، والانتاجية، والتواصل، والتفاوض الايجابي، وكذلك خارجيا، في تعزيز اسم الشركة،الربط المجتمعي بين مختلف مكونات المجتمع،تعزيز التنمية الوطنية المستدامة، تعزيز الثقة بين الجمهور والشركة وتعزيز الولاء الخارجي، وهذا ما نحاول طرحه هنا، لكن ينبغي اثارة عدد من التساؤلات اولا: ماهو دور الرياضة في الشركات وهل يوجد نماذج تبنت ذلك النموذج في دعم سلوك معين داخل الشركة؟ وكيف يمتد ذلك الدعم خارج الشركة؟ وكيف نربط ما بين الشركة والمدرسة؟ كل هذه الاسئلة لا نستطيع الاجابة عليها بدون ان نفكر ملياً في الفرضيات التالية: اولا: ان الشركات الآن اصبحت اكثر اقتناعا فيما يتعلق بالجانب المجتمعي وتأثيره في تنافسيتها الثاني: اننا في المملكة يجب ان نتوجه ان تكون الرياضة جزء من السلوك اليومي كعادة متعددة الابعاد الفردية والمجتمعية ثالثا: ان تكييف مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجال الرياضي سيفتح آفاق جديدة للشركة تعزز الربط بين الشركة ومجتمعها الداخلي،والمجتمع المحلي. ولعل ابرز مثال في استخدام الشركة للرياضة في الترفيه ودعم الابداع والقياس بالانتاجية، هو ما عملته شركة جووجل في عدد من مكاتبها حول العالم وذلك بتخصيص اماكن خاصة للمارسة الرياضة للترفيه والترويح، لاشك ان للظغط العمل تأثير سلبي على الانتاجية،وكذلك على الجانب النفسي للموظف،وكذلك البدني،لذا فإن النشاط الرياضي يجدد الدورة الدموية،ويعزز النشاط والتفكير،وبالتالي يجدد الطاقة ويجعل الانسان اكثر تقبلا لمختلف الافكار واقدر الى الوصول الى قرارات سليمة. من جهة اخرى تعزز الرياضة داخل الشركة والاهتمام بها ولاء الموظف لا سيما واذا ما كان هنالك نوع من المنافسات الرياضية الدورية ونوع من التواصل اللارسمي بين الموظفين مما يخلق شعوراً طيباً بين الموظفين على اختلاف رتبهم والتي من شأنها كسر الحاجز النفسي بين الرئيس والمرؤوس وبالتالي اظهار مالدى الانسان من مشاعر طيبة لاسيما بعد المباريات حيث تعزز الرياضة الاخلاق الرياضية ما اذا كان هنالك فلسفة صحيحة فيما يتعلق بذلك. تعزيز التواصل المجتمعي الخارجي وذلك عن طريق الاهتمام بابناء الموظفين الرياضيين في مدارسهم ودعم الاستراتيجيات الوطنية للرياضة المدرسة وذلك من شأنه دعم صورة الشركة من ناحية،وكذلك تعزيز التواصل بين الموظف وبين الشركة مما يعني ان الشركة تتدخل ايجابيا مع الموظف لدعمه لما وراء ما يتعلق بالمسؤوليات والمهام التقليدية، حيث سيعمل ذلك على خلق علاقة غير تقليدية ما بين الموظف وما بين عائلة الموظف والشركة، لا سيما عند تكريم ابناء الموظفين من المتفوقين رياضيا في مدارسهم ، ومن هنا تستطيع الشركة النفاذ الى المدارس حتى تعزز قيم المجتمع وتدعمها في هذا المجال حيث تعكس الشركة حقيقة ان لديها انشغالات بتطوير المجتمع. لاشك اذا ان الرياضة على اختلاف اهدافها، من ترويح،وترفيه،وصحة،وتنافس تؤثر تأثير ايجابي على المجتمع الداخلي للشركة وعلى امتداد ذلك الى عائلة الموظف عن طريق المدرسة،ودعم ذلك استراتيجياً، بجعل جزء من استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات خاص بتعزيز التواصل الرياضي ما بين الشركة والموظف عن طريق ابنائه من خلال برامج الرياضة المدرسية، ومن ناحية ذلك لا يهمل ان الرياض والنشاط البدني بصفة عامة يجب ان يكون ضمن فلسفة الشركة، وباختلاف الرياضات او النشاط البدني، تقوم احدى الشركات في اليابان باعتبار ان تمارين التركيز الفكري والنفسي "اليوجا" احد التمارين في ساعة الظهيرة من اجل استعادة التركيز،اضافة الى تمارين الاطالة في المكتب. ان النشاط البدني، ذا بعد فردي ومجتمعي و وطني هام جداً،والمملكة تعاني من عدد من الظواهر الصحية السلبية،مثل ارتفاع عدد الاطفال المصابي بالسكر،ومارتفاع معدلات السمنة،وامراض القلب، ان ممارسة الرياضة لن تحل هذه الاشكاليات بشكل سحري،وانما ينبغي ان يدخل السلوك والنشاط البدني الى داخل الفكر والسلوك الانساني في المملكة والاستسقاء بموارد الرؤية الثقافية القيمية في مجتمعنا، حيث قال صلى الله على وسلم "المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف".
إنشرها