Author

أحداث المنطقة وسوقنا

|
ربط التراجع أمس في السوق السعودي بالأحداث والمشاكل التي تمر بها منطقتنا في الشرق الأوسط، ولعل تراجع السوق أمس ربما يكون تأثر بالأحداث، ولكن واقع الأمر أن التراجع ناجم أيضاً من حصد الأرباح التي طال انتظارها من طرف المتعاملين في السوق. وبعد الإغلاق نجد أن السيولة الداخلة في السوق بلغت ٤.٤٨٢ مليار ريال، مقارنة بسيولة أول يوم افتتاح للسوق التي تجاوزت ٥.١٤ مليار ريال. ويبدو أن السيولة توضح أن هناك نوعا من التفكير قبل الدخول في السوق، وفي ظل السيناريوهات المطروحة، وربما مع بداية الأسبوع القادم نشاهد دخول سيولة قوية، نظراً لأن محفز السوق السعودي (برميل النفط) لا يزال مستمراً في مستواه في سوق نايمكس فوق المائة دولار علاوة على أن الأسواق الأوروبية أوضحت أن هناك خروجا من الركود الذي عانته وبقوة حسب الأرقام المعلنة. الأسواق العالمية ما عدا الصين (كانت مقفلة أمس) ظهر عليها نوع من التحسن واكتست باللون الأخضر ما عدا مؤشر ''إس آند بي'' و''داو جونز'' و''ناسداك'' التي اكتست باللون الأحمر (أمريكا). حتى النفط وبالرغم من لونه الأحمر نجده لا زال يحافظ على موقعه في سوق نايمكس في نيويورك فوق المائة وستة دولارات. في حين نجد أن نصف أسواق المنطقة اكتست باللون الأحمر (بما فيها السوق المصري) والنصف الآخر اكتست باللون الأخضر، ما يجعل نظرية تأثر أسواق المنطقة بالأحداث (التي تعود عليها) نظرية أكثر منها واقعاً. والملاحظ أن كل القطاعات متراجعة في السوق، ولكن أعلاها هو قطاع التطوير العقاري، مقارنة بباقي القطاعات، ما يعزز أن المتأثر هو الأكثر أمانا والأقل عرضة للأوضاع العالمية. الملاحظ تأثر قطاع الاتصالات وتراجعه، ولم يكن الهبوط فقط في الاتصالات السعودية كما هو متوقع نتيجة للأحداث المتعلقة باستثماراتها الخارجية، ولكن الملاحظ أن كل القطاع تراجع بالرغم من أننا داخلون في موسم يستمر لعدة أشهر يتجاوز الربع الثالث. ولكن يبدو أن التخوف هو المسيطر على كل قطاعات السوق، علاوة على جني الأرباح الذي تم في السوق وخلال الأيام الحالية. وحتى التراجع وجني الأرباح لم يكن ذا تأثير كبير على السوق نظراً لأن الصعود خلال الفترة الماضية كان كبيراً وبمستويات لم نشاهدها خلال الخمس سنوات الماضية.
إنشرها