Author

ثغرة في الأخلاق والأمن

|
مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها «تويتر» و«فيس بوك» قضت على العزلة الإعلامية، والاجتماعية لكثيرين، وعززت التواصل والتفاعل الاجتماعي، وخلقت حالة من تبادل الآراء تسهم بشكل كبير في تشكل الرأي العام وتخدم التوجه العام بترويج الإعلام الحكومي، والتجاري. ومع محاسنها فمساوئها تكاد تقضي على محاسنها فهناك جوانب سلبية لهذا الإعلام الجديد لأنه جديد ولم تطور أساليب حماية وتقنين كافية للحد من سلبياته على المجتمع والفرد والأمن الوطني لأي دولة. حسب أحد المغردين المطلعين فإن أحد الإرهابيين الأجانب الذين قبضت عليهم وزارة الداخلية السعودية قبل أسبوع كان يغرد مع السعوديين محرضا في بعض المطالبات، وحسب تقرير صحيفة ''الجارديان'' البريطانية فإنها تعشش في مواقع التواصل الاجتماعي بين السعوديين ثلاثة آلاف حساب مزور هدفها بلبلة الرأي العام هذا غير البرامج التجسسية، والحسابات غير الوهمية التي يقوم أصحابها بالتحريض علنا، وبأسمائهم، وخدمة لأغراضهم السياسية. هذه نتيجة طبيعية لوسيلة التواصل الاجتماعي العام الذي يظهر حديثا دون نظم ضابطة، ونتيجة طبيعية إلى أن تتطور قوانين دول تحكم التواصل الاجتماعي وتحرم التحريض والغش بالحسابات وما إلى ذلك، وحتى تطور هذه القوانين الضابطة، علينا معايشة هذه الفوضى من التواصل الاجتماعي بمحاسنه ومساوئه أيضا، وتطبيق القانون عليه ولا أكثر، فمراقبته أو منعه أمر صعب. الحل الأمثل هو توعية للناس حول هذا العبث الفكري في مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر'' وتنبيه الناس إلى المحرضين والمغرضين والطابور الخامس الذي هدفه الإخلال بأمننا واستقرارنا، وتنبيههم إلى وجود حسابات لخدمة استخبارات أجنبية لها أهداف سيئة للوطن والمواطن، ناهيك عن المواقع الإباحية ومواقع بيع وترويج المخدرات. من الصعب تصور سريان وعي لكل الفئات حول خطر هذه الحسابات وخطر ما تبثه بين الناس من بلبلة ولا ننسى خططا تدار باستخبارات دولية محترفة في أساليب توجيه الرأي العام وليست مجرد اجتهادات أفراد، ولها أهداف محددة. هل هناك مؤامرة؟ نعم هناك مؤامرات فهناك مصالح دولية ومصالح فردية كلها تلعب دورا في تحريك هذه الحسابات الوهمية التي تهدف لتغيير الرأي العام، أو توجيهه، وما لم تكن لدينا مناعة ذاتية فمهما حاولنا لن ننظف التواصل الاجتماعي من هذه الحسابات. والمناعة الذاتية تأتي حين يكون المشارك في التواصل الاجتماعي رقيبا على ما ينشر، رافضا التحريض غير مستجيب له بوحي من وعيه هو لا برقابة مفروضة على المواقع، فالرقابة المباشرة من أي جهة لن تقدم أو تؤخر.
إنشرها