Author

إجازتي في الرياض

|
مع دخول إجازة الصيف وحزم أمتعة أهالي الرياض وشد الرحال للسفر بغرض السياحة والاستجمام أو التسوق في داخل المملكة وخارجها، ناهيك عن التحدي الأكبر بمن يفكر في السياحة الداخلية وهو الحصول على مقعد في الأسطول الوطني ''الخطوط السعودية''، لذا قررت أن أقضي إجازتي في الرياض وأستجم في ربوعها. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الهيئة الوطنية للسياحة والآثار في تحفيز الشركاء الاستراتيجيين وعرض وإبراز الفعاليات لهذا الصيف في جميع ربوع المملكة بما يساعد على تفعيل المنظومة السياحة الشاملة التي يتشارك فيها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والفرد باعتبارها الأساس لنجاح السياحة لدينا. وبما تمتلكه الرياض من إمكانات وفعاليات مقامة طوال السنة، التي تمثل رافدا أساسيا لاقتصاديات المدن والعواصم الرئيسة ومعززا للجذب السياحي في معظم العواصم العالمية. في واقع الحال، معظم عواصم العالم ترتكز فعاليتها السياحية على المعارض والمؤتمرات والمهرجانات التي تستقطب وتجذب السائح لزيارتها، وفي المقابل مدنية الرياض تمتلك عددا لا يستهان به من المعارض والمؤتمرات الدولية التي في حاجة فقط إلى الترتيبات اللوجستية المسبقة من جهة والترويج عنها بشكل أوسع من جهة أخرى. وعندما أتحدث عن السياحة في الرياض بعيون المقيم والمراقب للفعاليات المقامة طوال العام باحثاً عما يتناسب مع أغلبية شرائح المجتمع وما ينعكس على النافذة الديموغرافية لسكان مدنية الرياض التي تتسع فيها شريحة الشباب الذين يبحثون عن الفعاليات الترفيهية الشبابية والبرامج الصيفية بما يواكب رغباتهم واحتياجاتهم. وفي الوجه الآخر ثمة فعاليات تشهدها الرياض طوال العام كالجنادرية ومهرجانات التسوق السنوية والمنتديات الاقتصادية والاستثمارية الكبرى التي من المفترض أن تعزز حجم الاستثمار السياحي واقتناص الفرص المتاحة للقطاع الخاص في مجالات دور الإيواء والضيافة والترفية وتنظيم المعارض والمؤتمرات التي لا يزال القطاع الخاص فيها شريكا غير نشط لو قارنها مثيلاتها في دول الخليج العربي. وفي الختام، بغض النظر عن المطاعم والمقاهي الرياض في حاجة إلى مزيد من الفعاليات والأنشطة السياحية التي تسهم في تنمية هذا القطاع الواعد وتستهدف الشريحة الكبرى لدينا وهم الشباب وتفعيلها من خلال الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي بما يضمن لهذا القطاع استدامته بالنظر إلى مقومات المدنية الحالية سواء (تراثي، ترفيهي، ثقافي) واستطلاع رأي المواطنين والزوار بما يعكس نوعية الفعاليات والخدمات المتوافرة مقارنة بالأسعار لتصبح الرياض الوجهة السياحية الأولى مستقبلاً.
إنشرها