جدة .. معايدة أهل القبور أولاً

جدة .. معايدة أهل القبور أولاً

يضع معظم سكان جدة في أولويات يوم العيد، معايدة مَن فقدوهم، لذا تجد المقابر وقد تقاطر عليها الرجال عقب فراغ الخطيب من خطبته. وعلى الرغم من مشاهد الحزن والألم التي تغلب على الزوّار في صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك عند القبور، إلا أن تلك العادة "الحجازية" يحرص عليها كثير من "الجداويين"، وخاصة بعض سكان الأحياء الشعبية، وفي الصباح يظهر مواطنون بصحبة الأطفال في المقابر، في مشهد يغلب عليه الحزن والوفاء لأقاربهم الأموات، والدعاء والترحم عليهم. واعتبر الزوّار تلك العادة نوعاً من الوفاء لمَن رحلوا عنهم من أقاربهم، وفرصة للتدبّر في مساكن الدار الأولى للآخرة، وذلك عقب انتهاء صلاه العيد، حيث يحرص كثير من السكان من مواطنين ومقيمين أن يؤدوا الصلاة في مساجد بجانب المقابر المعتمدة للزيارة. وقال سالم محمد، الذي حرص منذ الصباح الباكر على زيارة مقبرة الرويس بصحبة أبنائه "أحرص دائماً على زيارة قبر والدي، وقبور عدد من أقاربي المتوفين منذ سنوات، للدعاء لهم ومشاركتهم هذه الأيام المباركة، وإن كانوا أمواتاً، وما يصاحب هذه الزيارة من تدبّر لأحوالنا في الدنيا. وأضاف "في كل عيد لا أفوت هذه الزيارة، وأحرص على إحضار أبنائي لأعلمهم الوفاء وأهمية بر الوالدين حتى وإن كانوا أمواتاً، فالدعاء لهم هو أسمى أنواع البر بهم". وحول سور المقبرة التقت "الاقتصادية" أسرة بازاهر المكوّنة من أربعة أبناء عمومة، حضروا لزيارة آبائهم وأمهاتهم الأموات، وبدا حرصهم على الحضور جميعاً للدعاء لأقاربهم الأموات دعاءً جماعياً أمام القبر، والسلام على الأموات كسنة من سنن المسلمين. وقال عميد أسرة بازاهر العم حسن، إن زيارة القبور عادة توارثناها نحن سكان جدة في الأعياد، رغم أنني أقوم دائماً بزيارة القبور مرة كل ثلاثة أشهر للدعاء لوالدي، وأقاربي وجيراني المتوفين الذين عاشرتهم منذ صغري. وأشار حسن إلى أن متطلبات الحياة أجبرت بعضنا على الانشغال عن زيارة الأموات بصفة مستمرة، سواء في الأعياد أو في بقية أيام السنة، وأعتبر ذلك جفاءً ونكراناً لجميل المتوفين، وخاصة من أقاربهم من الدرجة الأولى الذين في أمسّ الحاجة لبرهم والدعاء لهم.
إنشرها

أضف تعليق