الحرم المكي يجمع 70 جنسية في أكبر مؤتمر موحد صباح العيد

الحرم المكي يجمع 70 جنسية في أكبر مؤتمر موحد صباح العيد

صدح كثير من المساجد حول العالم بالتكبير والتهليل في مشهد واحد لا فرق بينها، تحوي بين جنباتها أبناء كل بلد توجد فيه تلك المساجد، ولكن في المسجد الحرام يختلف المشهد برمته، إذ يعد بجانب المسجد النبوي، الوحيدين اللذين يحويان بين جنباتهما مصلين من جنسيات مختلفة، يجمعهم دين واحد ويختلفون في أعراقهم وثقافاتهم. المشهد الجميل الذي رصدته عدسة "الاقتصادية" هو لكثير من المصلين من جنسيات كثيرة، حيث أدى مصلون مختلفو الجنسيات والثقافات قدرها متابعون بأنها لأكثر من 70 جنسية مختلفة، لكل واحد منها ملبسه وتقاليده، جمعتهم بقعة واحدة تعد أطهر بقاع الأرض. المراقب لهذا المشهد يشبهه بالمؤتمر الإسلامي الذي ينعقد سنويا ويلتف حول طاولته جميع وفود الدول الإسلامية، وهنا يجتمعون لتبادل التهاني والتبريكات بقدوم عيد الفطر المبارك، حيث تحولت ساحات الحرم المكي صباح أمس لصورة بانورامية يمكن من خلالها الاطلاع على تقاليد وعادات وطقوس وملابس الدول الإسلامية، حتى طرائق التهاني وتبادل التحية كانت حاضرة بجلاء، واتضحت الصورة أكثر في مصليات النساء في الحرم المكي، حيث صور تقطر إنسانية تناثرت في الأرجاء كافة. وفي ساحات الحرم تكتشف تنوع اللباس الإسلامي من الثوب الخليجي الذي يميزه العقال والغترة إلى اللباس الآسيوي الفضفاض بألوانه البسيطة إلى الثوب المغربي والزي الإندونيسي وكذلك الإفريقي بألوانه الصارخة، ولا أدل على تلاقح الثقافات من أن كثيرا من المعتمرين يحرصون على ارتداء أزيائهم المحلية عند أداء صلاة العيد. وعلى الرغم من أهم نفحات العولمة التي ألقت بظلالها على أسواقنا لتنسف ملامح الأزياء النسائية القديمة، فإن معتمرات قادمات من الخارج يسألن عن مواقع بيع اللباس المكي القديم من المدورة إلى العباءة والسديرية، وهو ما كشفه لنا سعيد ناجي صاحب محل بيع ملابس نسائية، مؤكداً أن طلبات كثيرة تركز على طلب الزي السعودي النسائي خاصة الجلابيات، وذلك بهدف لبسها في مكة أو لأن تكون هدية لأقارب المعتمرة في بلدها. وتنوعت مظاهر الفرحة في ساحات الحرم بين ارتداء الجديد الزاهي والتهاني العطرة وتبادل التحايا وتطمين الأهل بالهاتف.. وفضل آخرون البقاء في مقار سكنهم لتجاذب أطراف الحديث وتبادل الذكريات. معتمرو شرق آسيا اهتموا بلباسهم التقليدي وإكمال الأناقة اللازمة، وشكلت الوجبات الآسيوية الحارة كثيفة التوابل حضورها اللافت. وفي المقابل فإن معتمري إفريقيا احتفلوا بالعيد بطريقتهم الخاصة، حيث أشبعوا رغباتهم بالتسوق في البسطات لشراء الساعات والإكسسوارات والكماليات.
إنشرها

أضف تعليق