Author

مع نهاية رمضان يجب التفكير في تفادي المخالفات

|
مع نهاية شهر رمضان الكريم وعودة بعض المعتمرين، يُثار موضوع بالغ الأهمية، وهو تأخُّر بعض المعتمرين في العودة لأوطانهم، مع ارتباك معظم شركات الطيران والضغط على صالات المطار، وتعثر ملموس في خدمات مطار جدة كمرفق خدمي، ما أدى إلى تفاقم المشكلة كل عام وتكرر حدوثها، لتتدخل جهات عدة وتعالج الموقف برمته بقرارات عاجلة واستثنائية، والاحتمال الوارد هو عودة تلك المخالفات وتكرارها مجدّداً، وعودة الحالة إلى سيرتها السابقة، وعدم الاستفادة من الأخطاء والتجارب والمواقف السابقة التي تؤدي إلى النتائج ذاتها، وكأن الدروس لا يُستفاد منها، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى تذمُّر المعتمرين والمسؤولين معاً. نعم، لقد أطلقت وزارة الحج لأول مرة نظام التفويج الإلكتروني الكامل للمعتمرين، ووجّه وزير الحج جميع شركات العمرة بتطبيق آلية التفويج الإلكتروني الكامل للمعتمرين خلال موسم العمرة الجاري، على أن يشمل النظام الإلكتروني التحقق من وجود جميع الحجوزات الخاصّة بمعتمري الخارج في جداول رحلات الطيران المدني، لتفادي تأخير المعتمرين عن المغادرة بعد أدائهم العمرة والمراقبة بقراءة باركود كشف التفويج لمتابعة المخالفات، مع تولي المسؤول عن التفويج الخاطئ سواء من شركات العمرة أو شركات الطيران مسؤولية سكن وإعاشة وتدبير حجوزات بديلة للمعتمرين، وذلك لضمان مغادرة المعتمرين ضمن تنظيم واضح. والمؤمل ألا يكون هناك دفع للمعتمرين أو الحجاج إلى صالة المطار قبل مواعيد رحلاتهم المغادرة لبلدانهم، منعاً لوقوع ما يحدث كل عام، فالشركات والمؤسسات تريد أن توفر في تكاليف الإقامة والإعاشة والمدد الزمنية لعقود النقل بتوفير يوم أو يومين مع أن التكلفة مدفوعة سلفاً، ورغم ما في ذلك من سوء خدمة إلا أن ما ستقوم به لجان المراقبة والمتابعة في مكة المكرّمة ومحافظة جدة بالتنسيق مع شركات العمرة لوقوف المراقب على جميع الحالات سيكون حافزاً لتفادي الغرامات والعقوبات، بل مساعدة لجان المراقبة على تطبيق جميع الضوابط والاشتراطات السابقة على التفويج. لقد كشفت ورشة عمل عقدتها هيئة الرقابة والتحقيق في مكة المكرّمة عن موضوع تكدُّس بعض الحجاج والمعتمرين بشكل دائم ومتكرّر في مطار جدة، أن من الأسباب الرئيسة لذلك تلك المخالفات التي تمارسها بشكل سنوي شركات الحج والعمرة، ومنها تفويج المعتمرين أو الحجاج إلى مطار جدة قبل موعد الرحلة بأكثر من 12 ساعة، ما يسبب التكدُّس والافتراش في المطار، وكذلك تفويج الحجاج دون حجوزات طيران، وعدم توعيتهم بالحمولات المسموح بحملها ضمن الرحلة، ما يتسبّب في تعطلهم داخل صالات المطارات، والأسوأ من ذلك تعامل بعض شركات العمرة والحج مع عمالة مجهولة الهوية، يسهّل عملية التلاعب وظهور مكاتب الحج والعمرة الوهمية. وبحسب الإحصائيات المعلنة فإن عدد التأشيرات التي تم إصدارها للمعتمرين منذ بداية موسم العمرة لهذا العام بلغ خمسة ملايين تأشيرة، وهو رقم كبير رغم ما تمنته رئاسة شؤون الحرمين من التخفيف لأعداد المعتمرين والحجاج بسبب الأعمال الإنشائية الضخمة والتوسعة غير المسبوقة في الحرم المكي، ولذا فإن وجود المخالفات أمر وارد، وسيعالج بأكثر من طريقة، منها التواصل مع ملاك ومديري شركات ومؤسسات العمرة، بأن يقوم النظام الإلكتروني بإرسال رسائل فورية على الهواتف النقالة لملاك ومديري شركات ومؤسسات العمرة بأي مخالفة يتم رصدها على شركتهم أو مؤسستهم، والمتوقع أنه متى تم تفعيل الدور الرقابي للأجهزة الحكومية، فإن تحسناً ملموساً سيكون جزءاً من الخدمات التي تقدمها شركات ومؤسسات الحج والعمرة.
إنشرها