Author

كل عام وشركة الكهرباء بخير

|
بين يدي قصاصات من صحف محلية عدة يعود تاريخها إلى الثامن من آب (أغسطس) 2003، أي قبل عشر سنوات بالتمام والكمال. أريد أن أركز على قطاع حيوي مهم؛ الكهرباء. أهالي منطقة جازان ناشدوا في آب (أغسطس) 2003 وزير المياه والكهرباء وقتها المغفور له الدكتور غازي القصيبي، أن ينظر في شأن تعويضهم من جرّاء الانقطاع المتواصل لخدمة التيار الكهربائي في المنطقة في أشد أيام الصيف حرارة؛ ما سبّب معاناة حقيقية تضرّر منها الأطفال وكبار السن والمرضى وسائر أهالي المنطقة والمقيمون بها. القوائم المالية لشركة الكهرباء في صفحتها الرسمية تشير إلى أن صافي ربح الشركة في 2003 كان نحو مليار و400 مليون ريال. بالمقابل، صافي ربح الشركة في 2012 بلغ مليارين و561 مليون ريال. لن أسأل أين تذهب هذه الأرباح؟ تذكرت هنا تصريح المهندس علي البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء في 27 أيار (مايو) 2013 أن الشركة ستجابه أحجام الطلب على الطاقة الكهربائية بمشاريع جديدة قيمتها 120 ملياراً ستوفر احتياطيات من المتوقع أن تصل إلى 8 في المائة. بل إن المهندس البراك أكد أن الشركة بهذه المشاريع ستنتهي من رحلة الانقطاعات الطويلة التي تبدأ مع صيف كل عام نتيجة للنمو المتزايد على الطلب. وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء كان أكثر كرماً، فأكد أن "حجم الإنفاق الاستثماري على المشاريع الكهربائية خلال السنوات العشر المقبلة يتجاوز 500 مليار ريال"، أي نحو 40 في المائة من حجم قطاع المشاريع في كل دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2013 مجتمعة. اليوم، وبعد عشر سنوات من شكوى أهالي جازان عن انقطاعات الكهرباء، ما زالت مناطق عدة تعاني هذه المشكلة وآخرها خلال الأسابيع القليلة الماضية في مراكز حلي والمظيلف والقوز في محافظة القنفذة، ومحافظتي خليص والكامل في منطقة مكة المكرّمة، وحي الربيع شمال الرياض، ومركز ختبة التابع لمحافظة المجاردة في منطقة عسير، وفي محافظة المزاحمية في الرياض، وفي حقل وضباء، وفي منطقة تبوك ومحافظات الأحساء والنعيرية والنماص وبيشة وثرمداء ومركز ثلوث المنظر وقرى وادي بقرة في تنومة، وقرية كلية شرق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وطبعاً في منطقة جازان كما كان الحال في عام 2003. الدولة تدعم الوقود الذي يستخدم في الكهرباء بمبلغ يصل إلى 135 مليار ريال سنوياً وليس هناك أي عذر لأي جهة خدمية مسؤولة تتخلى عن واجبها تجاه الوطن. كل عام وأنتم وشركة الكهرباء بخير.
إنشرها