أكد لـ "الاقتصادية" مصدر مسؤول في هيئة الغذاء والدواء أن الهيئة لا تعتزم تحديد أصناف معينة من حليب الأطفال يتم استيرادها للسوق المحلية، وأن دورها ينحصر في تحديد مواصفات واشتراطات سلامة وجودة المنتج.

وأضاف المسؤول أن الهيئة لا يحق لها منع صنف معين إذا التزمت الشركة المستوردة بالمواصفات، وأن المستهلك يحق له اختيار ما يريد شراءه، وبالتالي: لا يصح السماح لبعض الأصناف ومنع أخرى.

#2#

وقال الدكتور إبراهيم المهيزع، نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء لقطاع الغذاء: إنه لا يوجد مانع من استمرار استيراد بقية الأصناف الأخرى من شركة "فونتيرا" النيوزيلندية، وما حصل يحدث كثيراً في منتجات أخرى.

وأشار - على سبيل المثال- إلى شركات السيارات التي تكتشف عيوباً في بعض منتجاتها أحياناً، وأن هذا لا يعني تعميم العيب على بقية الأنواع الأخرى.

وأضاف: "أوقفت الصين استيراد الحليب الملوث، ولم تقاطع بقية المنتجات للشركة التي تعد من كبريات شركات الحليب على مستوى العالم".

وأمرت شركة "فونتيرا" البارحة الأولى بعملية استدعاء دولية لمنتجات حليب أنتجتها، بما في ذلك حليب الأطفال أنتجته شركة فرعية هي "نوتريسيا" التابعة لشركة "دانون"، بعد العثور على مصل بروتين لبن ملوث.

وأوضح نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء أن كمية قليلة من الميكروب كافية لقتل الإنسان، وأن الهيئة يقظة في متابعة مستجدات ما يحدث في قطاعي الغذاء والدواء في العالم عبر مركز الإنذار المبكر، وهي تتواصل مع الجهات الحكومية لأنها المسؤولة عن الرقابة على السلع الغذائية والدوائية في السوق سواء المستورد أو المصنع محلياً.

ونفى وجود مخاوف من تسرب عبوات حليب الأطفال النيوزيلندي الملوث إلى السوق السعودية، مضيفاً أن وجود عبوات بنفس النوعية وتاريخ الإنتاج، لكن تختلف في رقم الشحنة، "لا يشكل خطراً على الصحة العامة".

وقال المهيزع: "اختلاف رقم الشحنة يعني عدم وجود تخوف تجاه المنتج، وفي حال كان هناك خطورة على المستهلك من أي منتج، سواء حليب الأطفال أو غيره، سنقوم بالتواصل مع وزارتي التجارة والشؤون البلدية لسحب الكميات المعروضة من الأسواق المحلية، ولا يوجد حالياً ما يستدعي القلق والأمر تحت السيطرة".

واستبعد أن تكون بعض الدول الخارجية قد حددت أصنافاً معينة من حليب الأطفال لا يتم تداول غيرها، بينما سوقها المحلي ينتج أنواعاً كثيرة ويسمح بتصديره بمواصفات تتطلبها السوق حسب العرض والطلب، خاصة أن بعض الدول المتقدمة تعتمد على الرضاعة الطبيعية، ولديها وعي غذائي، إضافة إلى وجود انخفاض في معدلات الولادة بخلاف السعودية.

وقالت شركة "فونتيرا" النيوزيلندية، أمس: إن منتجات الألبان من شركتين تستخدمان موادها الخام "آمنة"، لأن أي بكتيريا تموت أثناء عملية التصنيع، وأكدت أن سلامة الغذاء على رأس أولوياتها.

وقال ثيو سبيرينجز، الرئيس التنفيذي للشركة النيوزيلندية في مؤتمر صحفي في بكين، أمس: إنه جاء للصين ليطمئن المستهلكين ويعتذر عن التلوث، وأضاف أن مسحوق الحليب الذي تبيعه "كوكاكولا" وشركة الغذاء الصينية "آمن".

وذكر أنه لم يتم فرض حظر على منتجات "فونتيرا" في الصين وأن القيود على بروتين مصل اللبن فقط، وتوقع رفع القيود في أوائل الأسبوع المقبل، فور تقديم "فونتيرا" شرحاً مفصلاً للخطأ الذي حدث للجهات الرقابية في الصين، وقال: "تم احتواء جميع المنتجات الملوثة وأن المشكلة ستسوى خلال يومين بعد سحب جميع المنتجات الملوثة".

وأعلنت الشركة النيوزيلندية أمس، أن 90 في المائة من حليب الأطفال الرضع الملوث ببكتيريا تتسبب في التسمم قد تم سحبها من الأسواق، وأنه سيتم سحب المتبقي في غضون 48 ساعة.

وتم تصدير المصل الملوث إلى أستراليا، والصين، وماليزيا، والسعودية، وتايلاند، وفيتنام، لاستخدامه في إنتاج العديد من المنتجات بما في ذلك حليب الأطفال الرضع ومشروبات الطاقة واللبن البودرة.

وأمرت مجموعة "دانون" لمنتجات الألبان، التي تستخدم مصل اللبن في إنتاج حليب الأطفال "ناتوريسيا"، بسحب المنتجات من المتاجر في الصين ونيوزيلندا.