لن نسمح بتصدير الحليب النيوزيلندي الملوث خارج السعودية

أكد لـ ''الاقتصادية'' مصدر مسؤول في هيئة الغذاء والدواء، أن الجهات المعنية ستقوم بالتخلص من كميات حليب الأطفال ''سيميلاك غين بلس'' الملوثة بالبكتيريا، التي وصلت إلى السعودية أخيرا، مضيفا أنه لن يتم السماح بتصديرها مرة أخرى لدول خارجية. وأعلنت هيئة الغذاء والدواء، في بيان لها أمس، أن المنتجات الملوثة لا تزال في المستودعات ولم يتم الفسح لها، وأنها ستقوم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإتلاف هذه المنتجات. وحذرت الهيئة من استهلاك المنتجات الملوثة، بعد أن نشرت أمس بيانات هذه المنتجات، التي قد يحصل عليها المستهلكون بطرقهم الخاصة من دول أخرى أو بالاستيراد الشخصي. وأوضح المصدر المسؤول أن سياسة الهيئة في التعامل مع هذه الحالات تنص على عدم السماح بتصدير أي منتج ثبت وجود أضرار صحية فيه ويشكل خطرا على الصحة العامة، مضيفا أن المنتجات الغذائية الممنوعة من دخول السعودية يسمح بتصديرها لدول أخرى إذا لم تكن خطيرة، مثل المنتجات المشتقة من لحوم الخنازير. وأضاف: ''الكميات التي وصلت للسعودية من حليب الأطفال الملوث لم تفسح، ولم تدخل للأسواق للمحلية أي عبوة منها عبر هيئة الغذاء والدواء، وسيتم التخلص منها عبر الجهات المعنية، سواء الجمارك أو غيرها''. وأكد أن هيئة الغذاء والدواء تُشعر المواطنين والمقيمين إذا حدثت أي حالات مماثلة، إذ لا يسمح بدخول هذه المنتجات للأسواق ولا بإعادة تصدير المنتج لدول أخرى، وقال: ''الميكروب خطير وضار بالمستهلك، وبعض المنتجات يتم إعادة تصديرها لدول أخرى في حال لم تكن خطيرة، مثل المنتجات المشتقة من لحوم الخنازير''. واستبعد المسؤول تسرب أي كميات من الحليب الملوث للسعودية، موضحا أن التحذير الذي أعلن عنه لإعلام المواطنين والمقيمين بهذا، ''فقد يأتي البعض منهم بكميات لاستخدامها شخصيا من خارج السعودية''. وقال: ''لدينا مركز للبلاغات والإنذار المبكر، وعندما تأتي أي مشكلة حول صنف معين من الغذاء أو الدواء يتم الإعلان عنها، والمركز يراقب ما يحدث في العالم على مدى 24 ساعة، وإذا حدث مثل هذا نتأكد أن المنتج لا يضر الصحة العامة للمستهلك في السعودية، ونبلغ جميع المنافذ بمنع دخولها''. وأكد أن مَنْع الحليب الملوث لا يعني مَنْع جميع منتجات الشركة المُصنّعة، وأيضا لا يعني هذا أن جميع العبوات فيها المشكلة نفسها، وأضاف: ''الأمر لا يترك للصدفة، ولو كانت المخاطرة قليلة لا بد من التخلص من جميع الكميات، والإجراءات الاحترازية يقوم بها مركز الإنذار المبكر، حيث يقوم إذا اكتشف وجود ضرر أو عيب في منتج ما بالتعميم على جميع المنافذ بمنع دخوله''. #2# ورصدت الهيئة العامة للغذاء والدواء، أخيرا، إشعارا من الشبكة الدولية للهيئات المعنية بسلامة الغذاء ''إنفوسان''، يتضمن معلومات عن تلوث بعض منتجات بودرة حليب أطفال ''سيملاك غين بلس'' للأطفال، للأعمار بين سنة وثلاث سنوات. وسبب تلوث المنتجات التي أنتجتها شركة ''فونتيرا'' النيوزلندية للألبان لصالح شركة ''أبوت''؛ استخدام بروتين مصل الحليب المركز الملوث ببكتيريا ''الكلوستريديوم بوتولينيوم''، وهذه المنتجات تم تصديرها إلى عدد من الدول بما فيها السعودية. ومنعت الصين استيراد الحليب المجفف من نيوزيلندا، وفقا لما أعلنه وزير نيوزيلندي، أمس، بعد تحذير من احتمال وجود بكتيريا يمكن أن تؤدي إلى مرض ''البوتوليزم'' أو ''التسمم الغذائي''. وقال وزير التجارة النيوزيلندي، تيم جروسر: ''السلطات الصينية توقفت عن استيراد الحليب المجفف النيوزيلاندي، الآتي من أستراليا أو نيوزيلندا، وهذا في رأيي مبرر تماما''. ولم تعلن الصين من جهتها رسميا منع استيراد منتجات الألبان النيوزيلندية، وذكرت الوكالة المسؤولة عن السلامة الغذائية أنها اتصلت بالمسؤولين عن ثلاث شركات مستوردة لمنتجات ''فونتيرا''، وطلبت التوقف ''فورا'' عن البيع، وسحب المنتجات التي تحوي مصل الحليب من الأسواق. والصين من كبار البلدان المستوردة لمشتقات الألبان، خصوصا حليب الأطفال، وقد شهدت سلسلة من الفضائح الغذائية التي أسفرت أخطرها عن وفاة ستة رضع وإصابة مئات آلاف آخرين بالتسمم في عام 2008. وتفيد الإحصاءات الحكومية أن الصين استوردت من نيوزيلندا 95 في المائة من حليب الأطفال في الفصل الأول من 2013، وهذا ما حمل على التخوف من حصول نقص إذا ما استمر الحظر على المنتجات النيوزيلندية.