جامع حسن عناني .. أحد المعالم المميزة على كورنيش جدة

جامع حسن عناني .. أحد المعالم المميزة على كورنيش جدة

جامع حسن عناني .. أحد المعالم المميزة على كورنيش جدة

يقع جامع حسن عناني على كورنيش جدة الأوسط عند تقاطع شارع الحمراء مع طريق الكورنيش، ويعد أحد الجوامع الكبيرة في مدينة جدة ومن المعالم المميزة الواقعة على شاطئها، حيث أنشأه الشيخ حسن عناني، وتم البدء في إنشائه عام 1402هـ وحتى عام 1405هـ، كما هو مدون في اللوحة التذكارية عند مدخله الأكبر. ويعتبر الجامع مميزا كمبنى ومعنى، إذ صممه الدكتور محمد رؤوف حلمي معماري مصري، وإمامه وخطيبه هو المقرئ الشهير الشيخ هانئ الرفاعي. ويظهر بوضوح أن موقع الجامع ومساحته غير موفقان، نظرا لقلة السكان من حوله، حيث إن المنطقة المحيطة به وهي كورنيش البحر الأحمر منطقة ترفيهية في المقام الأول، وتقل فيها المساكن، لقرب موقع المسجد من أسوار القصر الملكي في جدة المطل على البحر والذي يمكن مشاهدة مبانيه بسهولة من الشاطئ. #2# وهو ما يفسر ظاهرتين تتعلقان بهذا المسجد إحداهما أن معظم رواده يأتونه بالسيارات، وأنه لا يزدحم إلا يومي الجمعة والسبت، وهما يوما الإجازة للمدارس، إذ تأتي العائلات لتتمتع بمنظر البحر ولتكون لأطفالهم فرصة للهو بألعابهم (خاصة الدراجات) في محيط المسجد، كما تشهد خطبة الجمعة ازدحاما كبيرا، إذ يتمتع خطيبه وإمامه الشيخ هانئ الرفاعي بشعبية واسعة، وهو ما يفسر أيضا ازدحام الجامع في صلاة التراويح في رمضان. وبغض النظر عما سبق فإن الجامع يمتاز بالابتكارية، والمزج بين القديم والحديث، فإذا نظرت إلى المسجد من الجو، فشكله مستوحًى من النجمة الثمانية الإسلامية المعروفة باسم (نجمة بغداد) الناتجة من تقاطع مربعين متحدَي المركز وبينهما زاوية 45 درجة، وطول ضلع المربع الواحد قرابة 30 مترا. والسقف قبة واحدة تغطي مساحة مربعة واسعة للصلاة دون أي عمود داخلي، وقد استطاع المصمم الحصول على هذا الفراغ الضخم باستعمال نظام إنشاء يعتمد على أربعة إطارات حديدية Steel frames تقع في مواضع أربعة أقطار متقاطعة للقبة، مع حشو الفراغ بين الإطارات ببلاطات خرسانية مفرغة سابقة الصب Hollow core slabs. واستغل المصمم هذه الإطارات في تشكيل سطح القبة داخليا وخارجيا فنراها على هيئة أعصاب Ribs بيضاء اللون، تقسم سطح القبة إلى ثمانية أقسام مثلثة، ونرى أن هذا الشكل مستوحًى من الهيكل الداخلي للقبة التي تعلو محراب مسجد قرطبة الجامع في الأندلس. وكسيت القبة من الخارج ببلاطات من السيراميك الذهبي اللون، وتحيط بها مئذنتان رشيقتان ارتفاعهما 35 مترا، والمئذنة مثمنة القطاع، ولها شرفة واحدة محمولة على ثلاثة صفوف من مقرنصات معالجة بشكل حديث، وتنتهي المئذنة بقبة صغيرة على نفس نمط قبة المسجد، وهي محمولة على ثمانية أعمدة (وهذه التركيبة المكونة من قبة محمولة على أعمدة تعرف بالجوسق - وهي ظاهرة معروفة في مآذن النمط المملوكي - الذي انتشر في مصر والشام والحجاز من القرن 13م إلى القرن 16م) ويعلو القبة هلال. ويسع المسجد 1200 مصلٍّ في بيت الصلاة، كما يتميز باحتوائه على مصلَّى نساء كبير يقع في شرفة تحتل الواجهة الغربية للمسجد بالكامل. ويتميز بيت الصلاة من الداخل بغلبة اللونين الأبيض والأزرق عليه، وإن كانت تعيبه كثرة الزخارف الملونة المصنوعة من الفسيفساء المغربية (الزليج) التي تغطي الجدران حتى ارتفاع مترين، وتغطي جدار القبلة حتى ارتفاع خمسة أمتار، كما تغطي أعصاب القبة من الداخل حتى نهايتها، كما أن المنبر فيه لا يتخذ صورة المنبر النبوي المكون من سلم ذي ثلاث درجات، لكن على شكل شرفة يصعد إليها من الخلف. ويتميز الجامع بمعالجة جيدة لفتحات تكييف الهواء ووحدات الإضاءة، فهي مندمجة في جدران الجامع ومستوحاة من تصميم القبة (نجمة بغداد أيضا).
إنشرها

أضف تعليق