أكبر مسجد في الشارقة يحمل اسم الملك فيصل

أكبر مسجد في الشارقة يحمل اسم الملك فيصل

مسجد الملك فيصل في الشارقة لوحة جميلة بألوانها الساحرة تجسد مشهداً آسراً للقلب والعين معاً، يعتبر أكبر مسجد في الإمارة، يتميز بطرازه المعماري الإسلامي. أما تاريخ البناء فيعود لمنتصف الثمانينيات، أي قبل 23 عاما، ويعد المسجد علامة بارزة من معالم مدينة الشارقة، ليس فقط لقيمة بنائه وتصميمه الهندسي الفريد، ولكن لموقعه الممتاز الذي تم اختياره بعناية فائقة، فهو يقع في منطقة السور بالقرب من السوق المركزي وميدان الاتحاد. وإذا تأملنا هذين المكانين وما يعنيانه من إضافات حقيقية للمسجد فسنكتشف الكثير، فالسوق المركزي ببنائه العتيق وهندسته المعمارية الجميلة وقبابه البارزة ونقوش جدرانه من الخارج يضع المتابع أمام لوحة فنية لحضارة إسلامية، فإذا أخذت العين دورتها استوقفها مسجد الملك فيصل ببنائه الشامخ ومئذنتيه اللتين تنتصبان بارتفاع 70 متراً، ليشكل البناءان المتجاوران والمتناسقان في الشكل والطراز المعماري الإسلامي. أما ميدان الاتحاد المجاور تماما للمسجد فهو يضفي للمشهد العام مساحة خضراء متنوعة فيها النخيل والأشجار والورد ممتدة على بساط أخضر كبير. ومن هنا تأتي أهمية موقع المسجد ليكون مفردة جميلة مكتملة العناصر، غير أن المسجد في موقعه يعد أيضا مادة للفرجة لمستخدمي شارع العروبة والعابرين بسياراتهم على الجسر، فالمسجد يخدم تجمعاً سكنياً كبيراً إضافة لرواد السوق المركزي وحديقة ميدان الاتحاد والجموع الكبيرة من المصلين الذين يفدون بسياراتهم. والمتمعن في حجم المسجد وما يحيط به من مساحة وفضاءات يشكلها ميدان الاتحاد وحديقته، سيكتشف أنه أمام أكبر مسجد في مدينة الشارقة. أما من حيث السعة والمساحة الداخلية للمسجد فإن المكان المخصص للصلاة يبلغ 12 ألف متر مقسمة لعدة صالات منفصلة وتصل بينها فقط الأبواب.. وهذه الصالات تتسع لأكثر من 16670 مصلياً بغض النظر عن المساحات، كما أن المسجد يحتوي على جزء من الطابق الأرضي مخصص كمصلى للسيدات، أما الطابق الأول فهو مصلى رئيس للرجال، وهناك أجزاء مخصصة لخدمات أخرى، مثل مكاتب قسم الصيانة والمخازن.. وتوجد كذلك مكاتب الجمعية الخيرية النسائية، كما يضم دورات المياه ملحقا بها زاوية للوضوء، ويحتوي على مكاتب الوعظ. وفي الطابق الثاني مكاتب دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ولوجود طوابق متعددة فقد استدعى أن يكون هناك مصعدان لخدمة الموظفين والمراجعين. وبلغت تكاليف الإنشاء 37 مليون درهم، وقد صممت واجهة المسجد بشكل هندسي إسلامي واستخدم الحجر الصناعي في زخرفتها، أما الأعمدة الداخلية فقد تمت كسوتها بالرخام مع تواصلها بأقواس مقلوبة متصلة بسقف المبنى، وتم الأخذ في الحسبان كبر مساحة وحجم المسجد وتوقع العدد الكبير للمصلين فيه. وقد روعي أن تكون المداخل مقسمة على ثلاث جهات حيوية وعبر سبعة أبواب موزعة بطريقة تضمن سلاسة الدخول والخروج دون حدوث ازدحام. وما يقال عن زخرفة الجدران ينطبق تماما على السجاد وخطوطه المتناسقة والمتواضعة في ألوانها وتعاريجها كثيرة هي المساجد الجميلة والرائعة التي صليت فيها سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، لكنني ارتبطت كثيرا بهذا المسجد، ربما لأنني تعودت على ذلك منذ سنين طويلة وحفظت قدماي الطريق إليه، لكننا في النهاية نتحدث عن بيت من بيوت الله وكلها جميلة ومحببة للنفوس.
إنشرها

أضف تعليق