بيدي لا بيد عمرو .. هكذا هو حال لسان فئة المعوقين حركيا الذين هبوا للتذكير بحقوقهم في المواقف العامة والخاصة واحترامها، فأنتج تحركهم الذي جاء من خلال حملة توعوية شهدتها مدينة جدة في أسبوع تسجيل 600 مخالفة إنسانية.
''المخالفات الإنسانية'' كما أحب من أطلقوا الحملة تسميتها، جاءت ليس لفرض جزاء أو عقوبة مالية كما هو الحال في المخالفات المرورية التي يغيب تطبيقها عند توقف الأصحاء في مواقف المكبات تلك التي خصصت لهم، أنما لتذكيرهم بأنهم سلبوا حقوق إخوان لهم، وهم أحق منهم في الوقوف فيها بمركباتهم.
وخلال أسبوع واحد، تم إصدار هذا العدد لمخالفي نظام إيقاف مركباتهم في المواقف المخصصة للمعوقين في مجمع تجاري واحد فقط، وذلك في إطار حملة توعية بدأت أخيراً للتوعية بحقوق المعوقين من خلال جهود ذاتية قام المعوقون أنفسهم بالترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي غابت فيه الإحصائيات الرسمية عن عدد المخالفات المرورية التي أصدرتها إدارات المرور في مختلف مناطق السعودية، حاولت ''الاقتصادية'' أن تتوصل إلى هذه المعلومة وحصرا على مدينة جدة، إلا أنه وبالتواصل مع المقدم زيد الحمزي الناطق الإعلامي في إدارة مرور محافظة جدة بدأ التسويف وتمديد موعد الإجابة من يوم إلى آخر، وعلى الرغم من مرور أسبوعين على ذلك إلا أنه لم تصل الإجابة حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وعلى الرغم من غياب الجهات المعنية عن الحفاظ على حق المعوقين في المواقف التي خصصت لهم على أرض الواقع، كان هناك في العالم الافتراضي معركة حقيقية ترفض ظاهرة التعدي على مواقف السيارات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين من بينهم المعوقون.
وكان مغردون عبر ''وسم'' الحملة في تويتر، قد استنكروا ظاهرة التعدي على مواقف المعوقين في الأماكن المخصصة لهم من دون أدنى احترام للإنسانية أو وجود للمسؤولية الاجتماعية، مطالبين بالحد من هذه الممارسات التي لا تنم عن خلق حضاري راق، ولا عن وعي إنساني يحترم حقوق المعوقين.
وقال لـ''الاقتصادية'' سفر الحقباني قائد ومشرف الحملة: ''سبب إطلاق الحملة جاء نظراً لزيادة حجم التعدي على مواقفنا كمعوقين في جميع القطاعات الحكومية والأهلية، وذلك بسبب غياب تطبيق قانون صارم يحافظ على مواقفنا، التي هي حق من حقوقنا ليحد من معاناتنا اليومية من تجاهل البعض وإصراره على أخذها عنوة''.
وأشار الحقباني إلى أن الهدف من الحملة بشكل عام هو تثقيف المجتمع من صغير إلى كبير بحقوقنا كمعوقين في مواقف السيارات وتوعيتهم بأن مواقفنا كمعوقين لنا وليست لغيرنا.
ولفت الحقباني إلى أنهم وجدوا تفاعلا كبيرا من الحضور، مفيداً بأنهم لفتوا الانتباه نحو تلك المواقف التي خصصت لهم، والتي وجدوا أن الكثير لا يعلم أنها مخصصة لهم.
وأضاف الحقباني: ''من المؤسف أن الحملة كانت مدتها أسبوعا واحدا، وعدد الذين استغلوا مواقفنا وتم إعطاؤهم المخالفة الإنسانية أكثر من ٦٠٠ شخص في جميع مواقف ذوي الإعاقة في المجمع التجاري''، لافتاً إلى أن المخالفات قام بتوزيعها فريق كامل من ذوي الإعاقة.
وانتقد الحقباني ذلك التعاون الضعيف من بعض الجهات الحكومية والخاصة، وقال: ''في بعض الدول تجد الازدحام الشديد في المواقف، ولكن تجد مواقف المعوقين خالية بسبب قوة القانون وضبط المرور''.
يذكر أن الاشتراطات الخاصة بالخدمات البلدية، تنص على حق المعوقين في أن يكون لسياراتهم مكان خاص في المواقف العامة والخاصة على النحو الآتي: تخصيص نسبة 5 في المائة من مساحة الموقف للمعوقين، وعلى ألا يقل عدد المواقف المخصصة للمعوقين عن موقفين، وأن يتم أيضاً تخصيص أماكن مواقف المعوقين في أماكن يسهل الحركة فيها، وقريبة من المداخل الرئيسة في المباني بحيث تكون على أقصر مسافة تصل بين سيارة المعوق وجهة مقصده.

