Author

اقتلوا العزاب إذن

|
معظم الشقق المفروشة في السعودية ترفض إسكان العزاب، ما رأيكم أن نقتل العزاب ونتخلص منهم إذن؟! فجر يوم ليس بعيدا، هبطت بي الطائرة القادمة من الخارج في إحدى مدن المملكة. لظرف ما كان عليّ أن أغير طائرتي بمجرد وصولي، والتوجه إلى مدينة أخرى لحضور مناسبة سعيدة. وعدت نفسي بنومة هانئة عند وصولي لأقرب أوتيل أو شقة مفروشة. لا حجز في الأوتيلات القليلة في هذه المدينة. البديل القائم الشقق. مررت بعدة شقق فندقية. سؤالي اليتيم: هل هناك غرفة؟ وكان الرد اليتيم قبل أن يقول لا أو نعم بسؤال: عزابي أم عائلة؟! أيقنت أن خيار اصطحاب فرد من الأسرة معك في أي سفرة في الداخل مسألة تعطيك أفضلية في السكن. لا يمكن لشخص عازب يعتمر شماغا أن يحصل على شقة مفروشة، ما لم تحدث معجزة، أو يتعاطف معك شخص، بعد أن تتحول إلى مهرج وتشير إلى تضاريس وجهك وأنت تردد: نعم..عزابي مؤقتا. وزارة الداخلية مشكورة قامت بحل مشكلة النساء اللواتي لم يكن يجرؤ أي مكان على إسكانهن لأنهن بغير محرم. أسقط هذا القرار الكثير من العناء الذي كانت تواجهه النساء العازبات، إذ كان خيارها أن تبحث لها في كل مدينة عن صديقة تقبل أن تستضيفها (...). بقي العزاب من الذكور. يواجهون صلف موظفي الاستقبال، الذين يتعاملون معهم، باعتبارهم أشياء غير قابلة للاستهلاك، ولا للإسكان. هذه المسألة بالتأكيد مرتبطة بثقافة تسيدت في فترة، وصورة ذهنية تكرست، فلم يعد يجدي علاجا للمسألة سوى قرارات عليا، تحذر جهات الإسكان العامة من الامتناع عن استضافة أي شخص، سواء كان عازبا أو معه عائلة. إذ يبدو أن منطق الشقق الفندقية أخذ يتمدد في كل مكان، وصار الخيار أمام الشباب، إما اصطحاب خيمة، أو النوم في السيارة. هنا لابد أن نسأل الهيئة العليا للسياحة عن مشروعية مثل هذه التصرفات. فقط تصور نفسك مسافرا لوحدك، وخضت تجربة رفض إسكانك لأنك عازب ولا عائلة معك. ماذا ستفعل؟! هل يتبرع أحد من الهيئة العليا للسياحة والآثار بإفادتنا بالجواب الشافي. الأماكن الوحيدة التي تستضيفك الفنادق، وهذه ليس كل إنسان لديه طاقة على أثمانها التي تتزايد يوما بعد آخر.
إنشرها