منوعات

لمسة وفاء «كويتية» للأمير محمد بن فهد لدوره الاستثنائي خلال الغزو

لمسة وفاء «كويتية» للأمير محمد بن فهد لدوره الاستثنائي خلال الغزو

لمسة وفاء «كويتية» للأمير محمد بن فهد لدوره الاستثنائي خلال الغزو

أعاد الكويتيون فتح صفحة لذكريات ملاحم الترابط والتعاضد الأخوي بين أبناء البلدين، والعلاقة التي وصلت أوج الذروة عندما تعرضت الكويت للغزو العراقي الغاشم في آب (أغسطس) عام 1990، وخص الكويتيون الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز بتكريم خاص ضمن الحملة الوطنية لتكريم الكفاءات الوطنية "الكويت تقول شكراً"، وهو ما يعد بادرة وفاء وتقدير وردا للجميل، واعترافا بالدور الاستثنائي الذي لعبه الأمير محمد بن فهد منذ الساعات الأولى لغزو الكويت، علاوة على أنه تواجد شخصيا في وقت قياسي على الحدود في هذه الأثناء لاستقبال القيادة الكويتية وعلى رأسها الشيخ جابر الأحمد الصباح وإقناعه بالانتقال إلى العمق السعودي لضمان سلامته ومرافقيه، واصطحابه إلى الدمام في سيارته الخاصة. وكان الموقف وقتها أبلغ من الكلام حيث ظل الأمير محمد بن فهد إلى جانب كل الكويتيين من المسؤولين والمواطنين الذين توافدوا على المنطقة الشرقية وقتها، ووجّه بتسخير كل الإمكانات لاستضافتهم جميعا دون استثناء. وكان الأمير خالد بن سلطان الذي قاد العمليات المشتركة في حرب تحرير الكويت قد روى في كتابه "مقاتل من الصحراء"، تفاصيل انتقال أمير الكويت إلى السعودية. يقول الأمير خالد بن سلطان: "في يوم الغزو المشؤوم، كان ابن عمي وصديقي الحميم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية في المملكة، مسؤولاً بطريقة مباشرة عن تأمين سلامة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وطبقاً لما رواه لي فيما بعد، فقد ذهب بنفسه إلى الخفجي بناء على تعليمات خادم الحرمين الشريفين، ليكون في رفقة الشيخ جابر في سيارة كان يقودها بنفسه، أقلتهما إلى داخل السعودية". وكان الأمير خالد بن سلطان الذي قاد العمليات المشتركة في حرب تحرير الكويت روى في كتابه «مقاتل من الصحراء»، تفاصيل انتقال أمير الكويت إلى السعودية، يقول الأمير خالد بن سلطان: «في يوم الغزو المشؤوم، كان ابن عمي وصديقي الحميم الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية في المملكة، مسؤولاً بطريقة مباشرة عن تأمين سلامة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وطبقاً لما رواه لي فيما بعد، فقد ذهب بنفسه إلى الخفجي بناء على تعليمات خادم الحرمين الشريفين، ليكون في رفقة الشيخ جابر في سيارة كان يقودها بنفسه، أقلتهما إلى داخل المملكة. ولأن تلك القصة لم يعرف عنها إلا القليل فسأسردها هنا بشيء من التفصيل: علم الأمير محمد بالغزو العراقي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني من أغسطس، وفي السادسة والنصف من صباح ذلك اليوم، تلقى مكالمة من أحد ضباط مركز الحدود السعودي شمال مدينة الخفجي، يخبره أن أمير الكويت موجود في المركز ويرغب في التحدث إليه، مما أدهش الأمير محمد. #2# ولكن اتضح له بعد قليل أن الشيخ جابر يود الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. واتصل الملك هاتفياً بالأمير محمد وأصدر إليه تعليماته بأن يعرض على أمير الكويت أن يتوجه جنوباً إلى الدمام، حيث يمكن ضمان أمنه وسلامته، فلم يكن من الحكمة أن يبقى في منطقة الحدود التي يمكن أن يجتاحها العراقيون في أي لحظة. قام الأمير محمد بمعاودة الاتصال بأمير الكويت، وظل يحاول إقناعه على مدى ساعتين بمغادرة الحدود، أو الانتقال على الأقل إلى قصر الإمارة في الخفجي حتى يكون في وضع أكثر أمناً. وأخيراً وفي الرابعة بعد الظهر، اقتنع أمير الكويت بضرورة مغادرة المكان، وانطلقا نحو الدمام في سيارة قادها الأمير محمد وإلى جانبه أمير الكويت. كان يوماً شديد الحرارة من أيام شهر أغسطس، بلغ فيه القيض مداه، كما بلغ التعب والإرهاق من محمد أقصاه، فلم يكن قد ذاق للنوم طعماً منذ 24 ساعة. أما الشيخ جابر فبدا متماسكاً رابط الجأش، لكنه لم يتحدث كثيراً، كان متأثراً بالأحداث السريعة المتلاحقة، التي حفل بها ذلك اليوم، لقد كان الخطب جللاً، وأخيراً تمكن محمد الذي جهد في مغالبة النعاس، وكاد أن يغفو وراء عجلة القيادة عدة مرات، من الوصول بالأمير سالماً إلى قصر الضيافة الملكي في الدمام. وأمر بتشديد الحراسة على القصر ومضاعفة عدد الحراس. ووصف الكويتيون التكريم بأنه تقدير لمحمد بن فهد على مواقفه النبيلة إبان الغزو العراقي الغاشم. وأناب عنه في حفل التكريم نجله الأمير تركي بن محمد بن فهد، في ليلة وفاء واستحقاق. وقال الأمير تركي في تصريحات صحافية على هامش الحفل: إن مواقف السعودية مع دولة الكويت الشقيقة تأتي انطلاقاً من مبادئ الأخوة والعلاقات القوية التي تربط البلدين. وشدد على أن الوقوف مع دولة الكويت هو الوقوف مع الأشقاء بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله، الذي أكد في كلمته المشهورة: "يا ترجع الكويت أو نروح معاها". وأضاف: "ما قام به الأمير محمد بن فهد هو واجب عليه، خصوصاً بعد توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز- رحمه الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله"، مشيداً بالعلاقة الأخوية الكبيرة التي تربط السعودية وشقيقتها دولة الكويت، وبيَّن أن ما قام به الأمير محمد بن فهد هو وفق توجيهات القيادة، خصوصاً أن الموقف يستدعي إبعاد جميع الإخوة الكويتيين عن المنطقة الحدودية. وأشاد الأمير تركي بالدور النبيل الذي قام به الأمير جابر الأحمد الصباح - رحمه الله - بعد انتظاره دخول الشعب الكويتي السعودية عبر المنطقة الحدودية، فيما أمر الملك فهد - رحمه الله - الأمير محمد أن يقنع الأمير جابر أن يدخل إلى المملكة، حيث اقتنع ورافقه الأمير محمد إلى مدينة الدمام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات