Author

سحر الكلمات الطيبة

|
في داخل كل إنسان دلو خفي يملأه بالطاقة الإيجابية أو السلبية طبقا لمعاملاته مع الآخرين، في كتاب "إلى أي حد يمتلئ دلوك" الذي ألفه دونالد كلينفتون رائد علم النفس الإيجابي بالاشتراك مع حفيده توم راث، يؤكد المؤلفان أن بداخل كل منا دلواً يحتاج إلى أن نملأه بتجارب إيجابية تحمل التقدير والثناء للآخرين، ولكن عندما نصبح سلبيين تجاه المحيطين، بنا فإننا نأخذ بمغرفة ما بداخل الدلو الفارغ، كما أنه في حالة التعامل بصورة إيجابية مع مَنْ حولنا فنحن عندئذ لا نملأ فقط الدلو بداخلهم، ولكن نملأ أيضا الدلو الموجود بداخلنا. ولأن كل إنسان لديه نصيب من الحظ السيئ، فقد أكد المؤلفان أن تأثير هذا الحظ السيئ في الإنسان يحدده بصورة كبيرة مخزونة من الطاقة الإيجابية والثقة. وقد استخدم المؤلفان صورة جمالية مبسطة للدلو والمغرفة، وذلك من أجل أن يوضحا أن الإنسان يجب أن يزيد من مخزونه من اللحظات الإيجابية، ليس فقط في حياته الخاصة، ولكن أيضا في حياته العملية، وفي الوقت نفسه يحاول التقليل من اللحظات السلبية. ومن أجل أن نحافظ على دلونا ودلو مَنْ أمامنا ممتلئا فيجب أن نحاول بقدر الإمكان عدم وصول المغرفة إليه لكي نأخذ منه، ولذلك يجب أن يكون الإنسان لديه البديهة السريعة لكي يعرف متى يضيف ومتى يأخذ من دلوه ودلو الآخرين، كما يجب أيضا أن يُظهِر الإنسان الشيء الصواب الإيجابي، ولا يركز على الأشياء السلبية، ويستحب أن يقدم الإنسان العطايا والهدايا دون أن يكون متوقعا منه عمل ذلك، وتلك الهدايا غير المتوقعة التي قد تكون معنوية مثل إظهار الثقة والاحترام تزيد من امتلاء الدلو. يتضمن الكتاب بطاقة هوية يملأها القارئ لكي تساعده على تحديد مواطن قوته التي ربما يجهلها، ويشير الكتاب إلى ضرورة أن يحرص الإنسان على ملء الدلو بداخله بالطاقة الإيجابية المنبعثة عن المواقف الإيجابية التي يقوم بها الإنسان تجاه الآخرين، وهذه المواقف الإيجابية تعزز قدرة الإنسان على التكيف والشفاء سريعا من الداخل، كما أن الكلمات الطيبة الودودة المتبادلة مع الآخرين لها مفعول السحر في تقوية الروابط والعلاقات بين أفراد المجتمع، ورمضان الكريم فرصة ذهبية لتقوية أواصر العلاقات العائلية، والقيام بالتواصل بين الإنسان وأهله وأصحابه وجيرانه، وتكون الكلمة الطيبة جسر العبور لهذا التواصل.
إنشرها