Author

قيادة قطرية شابة

|
دائماً ما تفاجئنا قطر من وقت إلى آخر بما لا يخطر في أذهاننا، لتثبت لنا دائماً أنها دولة متميزة، فلقد قرر أمير قطر أخيراً التنازل عن الحكم لولي عهده، كي يمسك بزمام الأمور قيادة شابة ستكون ذات رؤية مختلفة. من قبل قام الأمير الوالد بتحويل قطر إلى دولة عصرية، مسموعة دولياً في مجال الإعلام بالآلة الإعلامية القطرية وذراعيها الجزيرة الإخبارية والرياضية، كما أن أنظار العالم اليوم تتطلع إلى عام 2022 حينما تنظم قطر كأس العالم، كأول دولة في الشرق الأوسط، وبمقاييس الدخل والإيرادات تعد قطر في طليعة دول العالم من حيث متوسط نصيب الفرد من الناتج متفوقة بذلك على الدول الصناعية كافة، وبطاقة التصدير الجبارة للغاز تضمن قطر فوائض ضخمة تفوق احتياجات الإنفاق العام لديها لفترة طويلة. هذا هو الإرث الذي ورثه الأمير الشاب، غير أنني أعتقد أن التحدي الذي يواجه الأمير تميم، اليوم، هو تحد مختلف، وهو ذاته التحدي نفسه الذي يواجه دول الخليج بشكل عام. فقطر تحتاج اليوم إلى رسم رؤية واضحة لمستقبل مصادر الدخل بها كي تتمكن من أن تؤمّن مستويات الرفاهية التي تتمتع بها حالياً للأجيال القادمة، ومن خلال مصادر غير أحفورية تتسم بالاستقرار وباعتمادها أساساً على ما تنتجه قطر وما تقدمه من سلع وخدمات للعالم، وهي مهمة ليست سهلة - في رأيي - وتنتظر مبادرات الأمير الشاب للتعامل معها بشكل فاعل، وفق الله الأمير تميم لما فيه خير بلاده.
إنشرها