عالم «الفوتوشوب» .. لا حدود بين الحقيقة والتزييف

عالم «الفوتوشوب» .. لا حدود بين الحقيقة والتزييف

تكشف أعمال احترافية عبر برنامج الفوتوشوب أن المتلقي العادي لا يمكنه بسهولة تمييز حقيقة ما يبث بالآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي من صور ووثائق وغيرها. وأظهرت صورة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لوجه مقسوم إلى قسمين أحدهما حقيقي والآخر مصمّم عبر البرنامج مدى التباين في تمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيّف، وهو مثالٌ واحدٌ ليس إلا. والفوتوشوب واحدٌ من برامج كثيرة لتحرير الصور، لكنه بلا شك الأشهر والأكثر تداولاً وله مستخدمون كثر ومصّممون على مستوى فائق من الاحتراف. وتنتشر صور لوثائق رسمية وأخرى لأشخاص مشهورين وأخرى من مواقع صراع دولي دون أن يتسنى لأحد ما التأكد من صحتها، خالطةً بهذا الحابل بالنابل. ولتفتح الباب على مصراعيه أمام عالم صناعة ''التأثيرات المرئية'' اللا محدود. ويمكن حتى لمستخدمين مبتدئين فعل ما يحلو لهم عبر البرنامج ذي طابع الاستخدام السهل، حتى إن شركة ''أدوبي'' أطلقت النسخة الخاصّة من البرنامج على نظام التشغيل ''ويندوز 8'' بنسخته الاحترافية ونسخة ''ويندوز 8 آر تي''، ليكون بذلك أول تطبيق للشركة على الأجهزة اللمسية التي تعمل بهذا النظام. وكتب سالم العميان الذي يصف نفسه بأنه خبير ببرامج التصميم على صفحته في ''الفيسبوك'': ليس هناك مستحيلٌ في الفوتوشوب، يتفنن مصمّمون عالميون على خلق تحديات عبر تصاميم تحاكي الواقع إلى حد المطابقة، وأضاف: ما ينتشر من قصص مدعومة بالصور منها ما هو حقيقي وهو الأغلب، لكن المزيّف موجود أيضاً، معتبراً التقنية التي خلقت كلاً من الفوتوشوب ومواقع التواصل الاجتماعي ''بذوراً وأرضاً خصبة''، حيث يمثل الفوتوشوب بذوراً لخلق قصة من العدم، في أرض التواصل الاجتماعي الخصبة والمليئة بالحقائق والتزييف إلى حد لا يوجد معه أي خط فاصل بينهما. ويعمد البعض إلى توثيق قصة مزيّفة بصور مزيّفة أيضاً، وهذا التزييف قولاً وعملاً يكفي لينطلي على عدد ليس بالقليل من بسطاء المتلقين. وأصبح وصف ''فوتوشوب'' مرادفا لكلمة ''مزيّف'' حيث يكفي وصف صورة على أنها فوتوشوب للتدليل على تكذيبها، لدرجة عمد معها البعض إلى وصف مقاطع فيديو على أنها ''فوتوشوب'' مع أنه من المعلوم بالضرورة أن البرنامج لا يعدل على المقاطع المصورة. ويتذكر متابعو الكرة السعودية صورة شهيرة لمهاجم نادي الهلال ''إيمانا'' وهو يشير بيده بإشارة غير أخلاقية في إحدى المباريات، ما زالت حتى الساعة محل اختلاف بين الجمهور ما بين مصدّق لها، مكذّب للفوتوشوب، والعكس!
إنشرها

أضف تعليق