أخبار اقتصادية

تقنية «النانو» ستوفر 150 ألف وظيفة للسعوديين

تقنية «النانو» ستوفر 150 ألف وظيفة للسعوديين

تقنية «النانو» ستوفر 150 ألف وظيفة للسعوديين

قدر مختص في تقنية النانو، بلوغ حجم مبيعات منتجات النانو خلال الفترة القائمة بين عامي 2020 إلى 2025 نحو أربعة تريليونات ريال، مشيراً إلى أن العالم العربي والسعودية على وجه الخصوص، ستحظى بعدد وظائف يمكن توفيرها للسعوديين تبلغ نحو 150 ألفا من أصل مليوني وظيفة متوقعة على مستوى العالم. ويرى المختص الذي يشغل منصب مدير مركز التقنية متناهية الصغر "تقنية النانو" في جامعة الملك عبد العزيز، أن الدخل الإنتاجي في العالم العربي جراء استخدام تقنية النانو في الإنتاج، يقدر بشكل متوقع في الوقت الحالي بأرقام لن تقل في مجملها عن 200 إلى 300 مليار دولار، لافتاً إلى أنه الأمر الاقتصادي الذي تجب العناية به لما له من أهمية كبرى. #2# وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور سامي حبيب مدير مركز التقنية متناهية الصغر "تقنية النانو" في جامعة الملك عبد العزيز: "لم تعد تطبيقات تقنيات النانو خيالاً علمياً، بل أصبحت حقيقة واقعة، فهي تبشر بثورة صناعية جديدة، ويتوقع أن تدخل تطبيقاتها في كل ميادين الحياة، مثل الطب والزراعة والغذاء والبيئة والإلكترونيات، ومن المتوقع أيضاً أن تؤدي إلى تصغير الأجهزة وتقليل سعرها واحتياجاتها من طاقات التشغيل، إضافة إلى إحداث تغيير في اقتصادات العالم بشكل كبير". وأكد حبيب أن السعودية من أوائل الدول العربية التي دخلت في مجال تقنية النانو وأنفقت كثيرا من الأموال لتأسيس أكثر من مركز في أنحاء المملكة، وأن هذه المراكز بشكلها الجماعي ستوفر للمملكة أرضية خصبة في نقل وتوطين تقنية النانو وصناعاتها. ويرى حبيب أن السوق العالمية قادمة بقوة نحو استخدامات تقنية النانو، التي يجب العمل معها على أن يكون للسعودية نصيب كبير من هذه التقنية، إذ إنها ستكون خير بديل للنفط في حال نضوبه أو هبوط أسعاره في الأجيال والسنوات المقبلة. وحول خطوة المملكة في صناعة السيارت من خلال إنشاء مراكز للشركات الأجنبية وما يمكن أن تقدمه تقنية النانو في هذا المجال، قال حبيب: "تستطيع النانو أن تضيف وتدخل في تصنيع أشياء كثيرة في السيارات، فمثلا هياكل السيارات التي تصنع من الحديد يمكن أن تصنع من الأنابيب النانية الكربونية وهو الأقوى من الفولاذ بـ 100 مرة، وأخف منه بعشر مرات، وهذه المادة ذات حجم صغير جدا تصنع منه مواد مركبة وتصنع منها هياكل السيارت والطائرات والقطارات، وهو ما سيوفر كثيرا في وزن السيارة، فبدلا من أن توزن بالطن فستوزن بالكيلو". وأشار حبيب إلى أنه في مجال تقنية تحلية المياه، فإن تقنية النانو تستطيع أن تضيف لهذا المجال في عديد من الأشياء، أهمها تغيير طريقة التحلية، مردفاً: "التحلية لدينا الآن تستخدم ما يسمى بالتبخير الوميضي ذي المراحل، فممكن أن نستخدم طريقة التناضح العكسي، بحيث إن هناك أغشية من النانو تستطيع أن تفصل بين الماء المالح والماء الحلو من خلال الضغط، وهذه الأجهزة ستوفر 70 في المائة من الطاقة في مجال تحلية المياه، وكذلك تستخدم في توفير الأمن المائي في السعودية، بحيث إنه من الممكن أن نزود بها كثيرا من المجمعات الصناعية والسكنية". وأفاد بأن التقنية ستكون لها يد طولى في مجال الطاقة المتجددة خصوصا في الطاقة الشمسية بطريقة أكثر كفاءة والتغلب على مشاكلها، ومنها صعوبة التخزين وكذلك ضعف كفاءة الخلية الشمسية، إذ إن معظم الخلايا الشمسية وأفضلها حاليا لا تزيد كفاءتها على 20 إلى 23 في المائة، بينما تقنية النانو واعدة بأن تصل بهذه الكفاءة إلى ما يقارب 70 في المائة. وعن الإنفاق العالمي على هذه التقنية، يرى حبيب أن أنواع الإنفاق تنقسم إلى قسمين، الأول هو الإنفاق الأهلي الممثل في القطاع الخاص، والثاني الإنفاق الحكومي، مشيراً إلى أن الإنفاق العالمي الحكومي بلغ العام الماضي نحو عشرة مليارات دولار، بينما بلغ الإنفاق الأهلي العالمي 20 مليار دولار. وشدد حبيب على أن فرص العمل التي ستوفرها التقنية للشباب السعودي تعتمد على اقتناع القطاع الخاص بالتصنيع من خلال تقنية النانو، مفيداً أن الخطة الاستراتيجية بالنسبة للمنتجات التي توصل لها المركز من خلال الأبحاث ستكون على مستوى العالم وليس على مستوى السعودية فقط في الإنتاج، وأن التصنيع سيكون محليا والتصدير عالميا في ظل منافسة الدول المتقدمة في هذا المجال. وأكد حبيب، أن مركزه لديه القدرة حاليا على إنتاج النانو كمواد وأجهزة مثل صناعة الدوائر الإلكترونية من تقنية النانو وكذلك القدرة على صناعة الأدوية وإيجاد أنسجة بديلة لمرضى السرطان، مردفاً: "السعودية تقدم جزءا كبيرا من الإنفاق للصرف على هذه التقنية، ونحتاج لأن نشغل هذه المراكز تشغيلا فنيا يضمن إنتاجا اقتصاديا، فلا بد أن نبين للقطاع الخاص الفوائد التي سيجنيها من خلال هذه التقنية". وحول ما إذا كنا سنشاهد الصناعات والمنتجات لهذه التقنية قريبا، ذكر حبيب، أن الإمكانية واردة ومتوافرة، ولكن نحتاج إلى التفاتة من القطاع الخاص وأن يستثمر ويصدق جازما أن لديه في السعودية قدرات علمية وقدرات فنية قادرة على أن تعينه في التصنيع والاستفادة من تقنية النانو وتشغيل الأيادي العاملة من الشباب السعودي المدرب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية