أخبار

لن نشارك في «جنيف 2» بعد عدوان إيران وحزب الله

لن نشارك في «جنيف 2» بعد عدوان إيران وحزب الله

دارت اشتباكات في مدينة القصير في محافظة حمص وسط سورية بين مقاتلين من الجيش الحر من جانب والقوات النظامية والمليشيات الموالية لها من جانب آخر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد، في بيان أمس، بأن اشتباكات دارت في مداخل قرية ''عرجون'' في حمص وأطراف مطار الضبعة العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، مضيفا أن المشافي الميدانية في مدينة القصير وريفها تشهد نقصا حادا في المستلزمات الطبية بسبب الحصار الخانق المفروض على المدينة. وأوضح أنه في ريف حمص الشرقي تعرضت منطقة بساتين تدمر للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وأطلق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس نداء عاجلا لإنقاذ أكثر من ألف جريح في مدينة القصير الاستراتيجية التي اقتحمتها قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها في 19 أيار (مايو) الماضي. وأوضح بيان للائتلاف أمس أن المدينة تعاني في هذه الساعات من نقص حاد في المسعفين والأطباء وأبسط مستلزمات الإسعاف الأولية، بما يستدعي استنفار كافة المنظمات الإغاثية الدولية والمستقلة، لإنقاذ هؤلاء الجرحى المدنيين وإخراجهم من المدينة، وتأمين علاجهم في مناطق آمنة بأسرع وقت. ودعا الائتلاف إلى تحرك عاجل من الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين لدخول مدينة القصير في سبيل إنقاذ الأبرياء فيها وتأمين الحماية لهم. ومن جانبها، أعلنت المعارضة السورية أنها لن تشارك في مؤتمر السلام الدولي ''جنيف 2'' الذي اقترحت روسيا والولايات المتحدة عقده بين النظام والمعارضة في ظل تدخل إيران وحزب الله اللبناني في سورية. وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرة في مؤتمر صحفي في اسطنبول أمس ''لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أية جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل تدخل ميليشيات إيران وحزب الله في الأراضي السورية''. وأشار إلى أن الحديث عن أي مؤتمرات دولية وحلول سياسية للوضع في سورية يصبح لغواً لا معنى له في ظل هذه الوحشية. ووجه مقاتلو المعارضة السورية المسلحة المحاصرون في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية نداء يائسا أمس الخميس لطلب تعزيزات وإمدادات طبية في الوقت الذي واصلت فيه قوات الرئيس بشار الأسد وحليفه حزب الله قصف خطوطهم الدفاعية. وإلى جانب الهجوم على القصير وضواحي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة سعى الأسد إلى تحقيق تفوق دبلوماسي، حيث سلط الضوء على تحالفاته الخارجية بالإعلان عن وصول صواريخ مضادة للطائرات من روسيا وقوات من حزب الله اللبناني، كما أعلن عزمه حضور مؤتمر للسلام يعقد في جنيف مع معارضيه المنقسمين. وفشلت محاولة لحل الخلافات بين جناحي المعارضة السورية الإسلاميين والليبراليين - بمنح الليبراليين المزيد من المقاعد في الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي تريد دول غربية وعربية أن يشكل الحكومة الانتقالية - في إصلاح الشقاق مع الجماعات المقاتلة داخل سورية التي طالبت بمنحها نصف مقاعد الائتلاف لتتساوى مع مقاعد المعارضة في الخارج. وتراجعت آمال المعارضة المسلحة ذات الأغلبية السنية في الإطاحة بالأسد عسكريا وقد تصاب بانتكاسة قوية إذا خسرت القصير التي تقع على خطوط إمداداتهم من لبنان وتعوق جهود الحكومة للحفاظ على الاتصال بين العاصمة دمشق ومعقل الأقلية العلوية على ساحل البحر المتوسط. ووجه مقاتلو المعارضة داخل القصير - التي كان يقطنها نحو 30 الف نسمة - نداء على شبكات التواصل الاجتماعي لحلفائهم وطالبوهم بالسعي لكسر الحصار على البلدة، وقالوا إن القصير قد تمحى من الخريطة وأن مئات المصابين مهددون بالموت إذا لم يتلقوا المساعدة. وقال مالك عمار الناشط في البلدة إن نحو 100 من بين 700 مصاب يحتاجون إلى الأكسجين وقال: ''البلدة محاصرة ولا سبيل لإدخال المساعدات الطبية''. وقال عن بقية كتائب المعارضة المسلحة: ''ما نريد أن يفعلوه هو الزحف إلى أطراف المدينة ومهاجمة نقاط التفتيش حتى تفتح أمامنا طرق الدخول والخروج منها''. وحذر قادة معارضون في بيان من العواقب الوخيمة إذا لم تصل المساعدات للمسلحين الذين يخوضون حرب شوارع منذ أكثر من أسبوع أمام قوة مسلحة بالدبابات وراجمات الصواريخ وعلى رأسها مقاتلون من حزب الله اكتسبوا خبرات واسعة بالقتال من موجهاتهم مع إسرائيل. وقالوا في بيان: ''إن لم تتحرك كافة الجبهات وتشتعل ضد هذا الإجرام الذي يقوم به حزب الله وكلابه والجيش الأسدي الخائن الذي يدعي الممانع فسوف نقول كان هناك مدينة تدعى القصير''. وتسقط القذائف على البلدة بمعدلات سريعة، ويبدو أن المهاجمين يتقدمون بسرعة أكبر بعد سيطرتهم على قاعدة جوية قريبة. كما أصدر مقاتلو المعارضة المحاصرون في ضواحي شرق دمشق المعروفة باسم الغوطة الشرقية نداء على موقع فيسبوك يطلبون المساعدة. وجاء في بيان صادر عن اتحاد المكاتب الإعلامية في الغوطة الشرقية نشر على فيسبوك أن النظام السوري: ''اليوم يحشد قواته على طريق مطار دمشق الدولي ومن الجهة الشرقية والغربية للغوطة الشرقية استعدادا لارتكاب مزيد من المجازر''. وحمل البيان المجالس العسكرية وقادة الألوية والكتائب في دمشق وريفها والمعارضة في الخارج وعلى رأسوريةسها الائتلاف الوطني كامل المسؤولية عن أي خسائر ستحدث. وقضى أعضاء الائتلاف سبعة أيام في محادثات في أسطنبول استهدفت تشكيل جبهة موحدة في محادثات السلام التي تحاول واشنطن وموسكو عقدها في جنيف. وعلى الرغم من عرض الإسلاميين السنة الذين يهيمنون على الائتلاف منح كتلة ليبرالية مقاعد إضافية فقد استمرت الخلافات، ما أثار غضب تركيا ودول الخليج العربية والدبلوماسيين الغربيين الذين ينتظرون ان يستغل الائتلاف مؤتمر السلام لتولي مسؤولية الحكم. وفي سورية طالبت الهيئة التي تضم وحدات مقاتلة متعددة ومتنوعة بالحصول على نصف مقاعد الائتلاف في انعكاس لغياب الثقة المتبادلة بين المقاتلين والمعارضة في المنفى. وانتقدت روسيا - حليفة دمشق - مطالبة المعارضة بتنحي الأسد كشرط لحضور المحادثات التي ينوي مسؤولون روس وأمريكيون عقدها يوم الأربعاء القادم. وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، إن الائتلاف يعطي انطباعا بأنه ''يبذل كل ما بوسعه لمنع بدء عملية سياسية.. وللوصول إلى تدخل عسكري'' في سورية. وأضاف: ''نعتبر مثل هذا النهج غير مقبول''، في إشارة إلى مطالبة المعارضة للغرب بإمدادها بالسلاح، وهو ما دفع بريطانيا وفرنسا هذا الأسبوع إلى إنهاء حظر على السلاح كان الاتحاد الأوروبي قد فرضه على سورية. وأعاقت المنافسة بين روسيا والقوى الغربية الجهود الدولية السابقة لإنهاء القتال، لكن المخاوف من اتساع دائرة القتال - خاصة مع قصف إسرائيل لسورية وإعلان حزب الله دخوله القتال إلى جانب قوات الأسد والأنباء عن استخدام أسلحة كيماوية في الصراع - دفعت واشنطن وموسكو إلى الإعلان عن دعوة مشتركة لعقد المؤتمر. وفي مقابلة تلفزيونية مسجلة لم تذع بعد نقلت صحيفة لبنانية عن الأسد قوله إنه ينوي الذهاب إلى مؤتمر ''جنيف 2''، لكنه غير مقتنع بأنه سيؤدي إلى نتيجة مثمرة وتعهد بمواصلة القتال ضد الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عامين والتي قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص. ومما يسلط الضوء على الموارد التي يمكنه الحصول عليها رغم العقوبات الغربية قال الأسد إن سورية تسلمت من روسيا الدفعة الأولى من الصواريخ اس - 300 المضادة للطائرات في إطار صفقة وقعت قبل الصراع وأثارت حفيظة إسرائيل. وقال مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية إن المعدات نفسها لم تسلم بعد إلى سورية التي تستضيف قاعدة بحرية روسية. لكن المصدر أضاف أن ''أجزاء من التعاقد ربما تكون قد نفذت''. وساهم حصول الأسد أيضا على أسلحة متطورة من إيران في استمرار تفوقه على المعارضة المسلحة. وتتردد الدول الغربية في تسليح المعارضة خشية سقوط الأسلحة في أيدي إسلاميين معادين للغرب يمكن استخدامها فيما بعد ضد مصالح غربية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار