«الصحة» عدّاد للإصابات وتغييب للمعلومات عن التعامل مع «كورونا»

«الصحة» عدّاد للإصابات وتغييب للمعلومات عن التعامل مع «كورونا»

طالب مختص في مكافحة الأمراض المعدية بضرورة أن تفصح وزارة الصحة عن معلومات أكثر قيمة لتتبع مصدر "كورونا" الجديد، منتقدا ما تقوم به من إعلان الإصابات والوفيات، واصفا إياها بـ "عدّاد رصد" للأرقام، مشيرا إلى أنها لا تقدم للأطباء أي بيانات ومعلومات توضح حصر المرض ومنشأه. جاء ذلك خلال محاضرة توعوية طبية حول فيروس "كورونا" أو "ميرس" (ملتزمة الشرق الأوسط)، التي كشفت غياب التحاليل المخبرية لإجراء اختبار لمرضى الأنفلونزا في المنطقة الشرقية، ما يدعو إلى نقل عينات الفحص المشتبه فيها إلى الرياض، وأثار أطباء حضروا المحاضرة التي نظمتها جمعية الرحمة الطبية في الدمام البارحة الأولى في مقر غرفة الشرقية، تناولت حقيقة الفيروس وعدم توافر أدوات التحليل الخاصة بهذا الفيروس، التي يقتصر وجودها في الرياض وجدة فقط، حيث لا توجد في المختبر الإقليمي في الشرقية هذه الأدوات. وقال الدكتور طارق مدني أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة رئيس لجنة مكافحة العدوى ورئيس وحدة مكافحة العدوى في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز: "يفترض أن توفر وزارة الصحة التحاليل في جميع مستشفيات السعودية"، مؤكدا أن إرسال العينات لمختبر الرياض عند الاشتباه في حالة قد لا ترسل بطرق آمنة أو غير صحيحة خاصة في حالة تعرضها لأدنى حرارة. وبيّن أن الفحص لا يعمل إلا للحالات الشديدة، لافتا إلى أن جامعة الملك عبد العزيز في جدة اتخذت تدابير وقائية، إذ بدأت منذ أسبوع في إجراء فحص لكل مريض يعاني من زكام، حيث تم فحص 60 شخصا، من خلال أخذ عينات وفحصها في مختبر الجامعة ضمن مركز الملك فهد للأبحاث، ولم ترصد أي إصابة، مما يشير إلى أن المرض قد يكون نادرا. وحول تأثير دخول فصل الصيف وارتفاع الحرارة والرطوبة خاصة في مدينتي جدة والشرقية قال: "السعودية أكثر دولة تسجل حالات لذا لا بد من إجراء تحاليل لكل الحالات، حيث إن السعودية لديها إمكانات تعمل منذ ستة أشهر للتعرف على حجم المشكلة، وفيما يخص الرطوبة فهي لا تؤثر بشكل مباشر على حياة الفيروس وانتقاله، على عكس التجمعات في الأماكن المغلقة، كما أن الفيروس ينتشر في الشتاء أكثر". وأكد مدني أن أغلب الوفيات كانت لمرضى يعانون أمراضا أخرى، لافتا إلى أن إصابات مستشفى الموسى في الأحساء جاءت لمرضى فشل كلوي ولم توثق رسميا، مرجعا السبب إلى أن وحدة غسيل الكلى كانت مكدسة بالمرضى ما ساهم بنشره بين المرضى والمعالجين الآخرين، مبينا أنه لا يمكن أن يبث المخاوف لعدم أداء العمرة أو الحج لأن الوضع الحالي لا يبرر ذلك، لذلك لم توصِ منظمة الصحة العالمية بأي تحفظ على السفر للحج والعمرة أو للسياحة أو العمل في السعودية. وبيّن أن عدم رفع درجة الخطر للمرض يعود لتجربة منظمة الصحة العالمية وقت انتشار أنفلونزا الخنازير، حيث خسرت وزارة الصحة نحو عشرة ملايين جرعة لمضاد لم يستخدم أبدا، بسبب تضخيم منظمة الصحة العالمية للمرض، وكانت مخاوف السعودية من موسم الحج. وطالب مدني كلا من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بالإفصاح عن المعلومات لتتبع مصدر الإصابة بالفيروس، مؤكدا أنها غير متوافرة لدى الأطباء الذين ذهبوا أيضا ضحايا للمرض، منتقدا وزارة الصحة السعودية لاكتفائها بالتصريح عن تسجيل الحالات أو الوفيات بالفيروس، وقال: "ما تقوم به وزارة الصحة بالإعلان عن الإصابات يشبه العداد فقط، عبر حصر الأرقام دون معلومات، على الرغم من أن السعودية لديها إمكانات تلافي المرض في حال وصول معلومات أوضح، خاصة في ظل التساؤلات عن وصول الحالات إلى محافظتي بيشة والقصيم، إلا أن الوزارة لا تزال متحفظة على المشكلة"، لافتا إلى اعتذار اثنين من موظفي وزارة الصحة عن المحاضرة.
إنشرها

أضف تعليق