Author

خطوط جبر الخواطر

|
صدر قرار موقع من المدير العام لـ «الخطوط السعودية» يتضمن مجموعة من الترقيات الإدارية العليا. شملت تلك الترقيات وظيفة يبدو أنها مستحدثة تمت تسميتها (مستشار المدير العام لتطوير أعمال الشحن في أمريكا الشمالية) بدرجة 24 على السلم الإداري الخاص بالمؤسسة العامة للخطوط السعودية. لتغص المراتب العليا بكثير من الإدارات غريبة الارتباط الإداري وغريبة المهام مقارنة بما هي عليه الخطوط الحديثة ذات الحجم المماثل لـ ''الخطوط''. ولتكبر الفجوة بين القيادات الشابة الطموحة في الخطوط المؤهلة علميا وإداريا وبين القيادات القديمة ذات موروث العمل الحكومي القديم. أحاديث الإعلام الجديد تقول إن هذا المنصب تم تفصيله خصيصا لصاحبه الذي يريد البقاء في أمريكا نظرا لرغبته الخاصة، بغض النظر عن متطلبات الهيكل الإداري لمؤسسة حكومية ذات حجم يبلغ 20 مليار ريال، وينتظرها الاقتصاد السعودي منذ زمن طويل كي تتحول لمؤسسة كفؤة وفاعلة تسهم في الناتج المحلي وتوجد وظائف للأجيال الشابة. أي أن هذا المنصب يندرج تحت مناصب (جبر الخاطر) التي كنا نعتقد أن مبادرة الإصلاح الإداري التي تعم المملكة قد أزالته تماما من بيئتنا الإدارية. رغم مرور سنوات طويلة على بدء مشروع الخصخصة، إلا أن ''الخطوط السعودية'' لا تزال أسيرة الحرس القديم من ملاك المناصب التنفيذية العليا الذين أصبحوا عالة عليها ماليا وإداريا. لم تستطع ''الخطوط'' التحرر من نفوذ القيادات القديمة وبقيت رغباتهم في التمديد الوظيفي رغم تجاوزهم السن القانونية ورغباتهم في النقل ماثلة لمن يهتم وحاضر ''الخطوط'' رغم عدم الفرق الكبير بين الماضي والحاضر. كما فوتت ''الخطوط'' مرحلة إعادة الهيكلة لإحلال كفاءات شابة وإقصاء الحرس القديم الذي لا يعرف أبجديات صناعة النقل الجوي الحديثة. لم تعد استراتيجيات العمل الخاصة بالخطوط الجوية العالمية الناجحة سرا، حيث أصبحت منهجياتها وأدواتها متاحة ومنها تقسيم الإدارات وتسميتها وسلمها الوظيفي. ببقاء الموروث الإداري القديم وهيمنته على المناصب التنفيذية في ''الخطوط''، فإنها تبقى بعيدة جدا عن الوصول للمحطة الأولى من الخصخصة المتمثلة في تحويلها إلى خطوط ذات هيكل إداري حديث وفاعل.
إنشرها