Author

هاي كيكرز..

|
الكييك كلمة تعني لمحة أو نظرة سريعة وهي خدمة شبكة اجتماعية مجانية كـ ''يوتيوب'' و''فيسبوك'' و''تويتر'' وهي تمكن المستخدمين من تحميل مقاطع فيديو عن يومياتهم أو الحالة التي يعيشونها وصاحب الفكرة هو إسحاق ريكايك الذي يبلغ 63 عاما، ويعتبر الرئيس التنفيذي لـ''كييك'' ومقرها بتورونتو، في كندا، وبدأت عملها في أوائل عام 2011 وتضم نحو 30 موظفاً. وفكرة البرنامج أنك تستطيع أن تسجل ما تريد بفترة زمنية لا تتجاوز 36 ثانية فقط، والافتتاحية التي غالبا ما يلقيها الشباب والشابات في بداية مقاطعهم التي يعرضونها بهذا البرنامج هي ''هاي كيكرز''! البرنامج كفكرة رائع وكان يمكن استخدامه كأداة إعلامية مؤثرة في نشر الإيجابيات بالمجتمع الإسلامي والتعريف بديننا العظيم، وكذلك نشر الإنجازات الفردية والمواقف المبهجة والتوعية الاجتماعية والنفسية والأسرية وغيرها الكثير الكثير، لكن كما هي عادة الشعوب العربية في عدم استغلال التقنية الحديثة وتطويعها بما يعود عليهم بالنفع الدنيوي والأخروي؛ فقد تم عكس الهدف من برنامج ''كييك'' تماما حتى أصبح فعلا ''يفشل''، واتخذه البعض مجالا ''للتميلح'' وقلة الأدب، واسمحوا لي أن آخذكم بجولة سريعة على بعض مقاطع ''الكييك'' ومقالي غير مسؤول عن أي غثيان قد يصيبكم! مقطع لطالبات جامعيات يصغين للمحاضرة بكل اهتمام في الوقت نفسه الذي يتم فيه تصويرهن من قبل طالبة تقوم بإنزال المقاطع على برنامج كييك وبكل استهتار بأعراض زميلاتها، مقطع لفتيات سعوديات منقبات ''يستهبلن'' ويتدحرجن وهن يؤدين تمارين رياضية يقصدن بها التهريج الزائد عن الحد، ومقاطع تبادل اتهامات بين الشباب والشابات بالجدال الأزلي حول ''الركب السود وأبو سروال وفانيله'' وكأن مشاكل العالم قد انتهت ولم يتبق ما يتم السجال حوله من أمور، ومقطع لشاب يسب ويشتم سائقه بأقذع الصفات ومن خلفه من أصدقائه يضحكون بهستيريا.. والقائمة التهريجية تطول! خطورة برنامج ''كييك'' أن أغلب مستخدميه هم من المراهقين ما بين سن 13 و18، وهؤلاء غالبا لا يدركون حجم العواقب التي قد يوقعون أنفسهم فيها بسبب لا مبالاتهم واندفاعهم وتفكيرهم الذي يغلب عليه الانفعال والرغبة بإثبات الذات، أما الآخرون بغض النظر عن المخاطر المترتبة فيما بعد. أستغرب حقا إصرار بعض الشباب على إظهار نفسه بمظهر ''العبيط والأضحوكة''؛ حتى يحوز فقط رضا المشاهدين ويحظى بأكبر قدر من التعليقات والإعجاب، كما أستغرب من فتياتنا المسلمات كيف ترتضي لنفسها أن ''تتشقلب وتستهبل''؛ حتى تضحك الآخرين وتنتشر مقاطعها، ألم يفكر هؤلاء للحظة واحدة أنهم محاسبون على ما صوروا ونشروا وأرسلوا وعلقوا وفضحوا؟! لماذا أصبح شبابنا في ''الكييك'' مهرجون يثيرون الرثاء، أين يكمن الخطأ حقا؟ أرسلت رسالة لـ20 شابا وشابة ممن تراوح أعمارهم بين 15 و20 أسألهم سؤالا محددا وهو ''في رأيك لماذا يتصرف شبابنا وفتياتنا بالكييك على هذا النحو الاستهتاري اللامسوؤل؟''. وكان الجواب الموحد الذي صعقني حقا.. ''يبحثون عن الاهتمام''، هل برنامج الكييك مرآة حقيقية تجعلنا نعترف بتقصيرنا نحو هذا الجيل وعدم اهتمامنا بهم كما ينبغي؟! الأمر محير فعلا..!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها