Author

انتهت اللعبة يا حافظ

|
الخميس المقبل ستعرف آسيا رئيس اتحادها الجديد، بعد سباق عربي - عربي، شابه الكثير من الألم على حال العرب الذين لم يتفقوا حتى في الرياضة. المتنافسون الأربعة، ثلاثة منهم خليجيون، سيتناقصون إلى مرشحين فقط هما الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والإماراتي يوسف السركال، وسيعلن السعودي حافظ المدلج انسحابه، وسيتبعه التايلندي ماكودي، وهي توقعات شخصية مبنية على سياقات الأحداث الماضية طوال شهرين. منذ أعلن السعودي المدلج ترشحه في السباق وهو يلمح مرة ومرة إلا أنه دخل في الانتخابات فقط للتهويش وأنه سينسحب حتما ما لم يصل المرشحان العربيان الآخران إلى اتفاق عليه، وفي ذلك إشارة واضحة من السعوديين والمدلج إلى أن ابن خليفة والسركال لن يتنازل أحدهما للآخر لكنهما قد يتنازلان لمرشح ثالث. وجاء دخول ماكودي التايلندي إعلانا صريحا بأن المرشح البحريني لن يسمح للسركال أو المدلج بالفوز حتى لو انسحب. فشلت القراءة السعودية للموقف واستمر المرشحان الآخران يطوفان آسيا لجمع الأصوات الناخبة، فيما استمر المدلج يردد في القنوات الرياضية أنه سينسحب وأنه مرشح توافقي، وأنه لا يريد شق الصف العربي المنشق أساسا. إعلان المدلج المستمر عن نيته في الانسحاب، أضعف موقفه وموقف بلاده، وزاد في إحراجنا أمام الرأي العام، وكأني في أعين الآخرين تنطق تجاهنا قائلة بصمت: ارحموا عزيز قوم ذل. إن كانت المؤسسة الرياضية السعودية قد خذلتها وعود سمعتها، فهذا ليس مدعاة للتصرف بما يضعنا في موقف ضعف، وإن كانت الوعود السياسية قد خذلتها فإننا لم نر تحركات حقيقية من مسيري الرياضة، بل إن الشكل العام لمرشحنا أظهر ضعفا ما بعده ضعف وسمح للشامتين بالضحك، وللمحبين بالشفقة والأمثلة كثيرة. أحدها أن حملة المدلج لم تتوافر حتى اللحظة على ميزانية عمل، ولقد شعرت بالأسى لحال مرشحنا الذي انتقل من الرياض إلى عمّان الأردنية لحضور اجتماع تقريب وجهات النظر بتذكرة على درجة الأفق، فيما وصل المرشح القطري للمكتب التنفيذي على متن طائرة حكومية خاصة، ومثله كان السركال. أهم ما فهمته من ترشح المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي، أن الحكومة لا تهتم ولا تحفل بما يحدث في الرياضة، ولا تهتم بتفاصيلها، وليست معنية بدعم أي تحرك تحتاج إليه، بل أني شعرت أن بين ظهرانيها من يؤثر في قراراتها تجاه الرياضة، وهو ليس من المسؤولين الرسميين في المؤسسة الرياضية. قلت لصديق صحافي لا يحب المدلج: موقفك في دعم حافظ لفت انتباهي وأنت الذي تنتقده في كل شاردة وواردة، وتابعت: تعجبت لتغريداتك ومقالاتك الأخيرة الداعمة. فأجاب: في الأخير هو ابن بلادنا، ولو لبس الشال الأخضر السعودي (.....) وسار إلى المنافسة لدعمته. لن اقول للصديق حافظ المدلج: خذلوك، ولكنهم خذلونا جميعا بموقف المتفرج، وزادوا ضعفنا ضعفا، ووضعوك في موقف لا تحسد عليه، ولا تيأس، فرب ضارة نافعة. في هذه اللحظات لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، وعلينا أن نلحق بما تبقى ونعقد صفقات تحفظ ماء الوجه، منصب نائب الرئيس، وملف تنظيم نهائيات آسيا، إن ظفرنا بهما فقد خرجنا بأقل الخسائر، وأملي بالله ألا نصبح مثل ''معيد القريتين''.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها