Author

من يدير الأرض؟

|
- أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 471 **** - حافز الجمعة: لا يستطيع أحدٌ أن يطمسَ وجودِ أي مخلوقٍ في هذا الكون أو فئة أو قومٍ أو شعبٍ، فمهما بلغ من تعاظم القوة لن يدير الأرض.. لا يستطيع أن يديرَ الأرضَ إلا من خلقها، وأوجد كل من وما عليها! **** - وقف في ذروة الثورة الثقافية الصينية الزعيم الصيني الذي كاد أن يضع نفسه إلها ''ماو تسي تونج'' صاحب الكتاب الأحمر الذي قيل إنه تعدى كتب الإنجيل توزيعا، ولا عجب فقد كان مؤلفه ''ماو'' نفسه، ومن لا يملكه - كل فرد، وليس كل منزل وبحلة قشيبة، ويعني تكرار اقتنائه - يعتبر خائنا لـ ''ماو'' الخالد، كما كان يسمى بالصين الشيوعية الذي كان ملهمها وقائدها.. الحديث عن ''ماو'' وسلوكه الأعجب لن يكون هنا، لنعود لوقفته الشهيرة في وسط تلك الثورة التي سميت ثقافية، وعدّد كل ''الشعوب'' الصينية، إلا شعبا واحدا لم يذكره وهو يحتل منطقة زراعية مهمة في الصين، صارت الآن أكبر مناطق التنمية فيها. لم يحتج في العالم أحدٌ أبدا! بل لم يُسمع حتى أن هناك شعبا - أو قوما - كاملا بكل ثقافته وحضارته وإرثه وتاريخه موجود على الأرض، لأنهم وقت ''ماو'' لا يتكلمون وإلا سُحلوا وقتلوا، وحدث هذا فعلا في عملية إزالة منظمة ومتدرّجة خلال سنوات. لم يسمع العالمُ فعلا، حتى نحن المسلمون، بشعب ''الأويغور'' المسلم، الذي يحتل منطقة واسعة شمال غربي الصين ''قسم من طريق الحرير العظيم'' مجاورا دول آسيا الوسطى المسلمة، ويتكلمون اللغة التركية السائدة في آسيا الوسطى حتى قيام الثورة الشيوعية الكبرى، وبدأت اللغة تذوب في محيط اللغات الصينية. لم ينجح الشيوعيون في طمس التراث الديني الإسلامي لشعب ''الأويغور''، وهم من حيث الشكل وتنوع الأجناس أقرب لشعوب آسيا الوسطى شكلا ولونا من باقي الصينيين، وبثقافةٍ تختلف من قاع الجذور. لم يسمع عنهم العالم بصوت مدوٍّ إلا في الألعاب الصينية لما قاموا بمسيرة كبيرة فاجأت السلطات. يبدو أن هناك شيئا في العالم يدور ضد كل أقلية إسلامية في أي مكان على الأرض، لا أستطيع تحديد ماهيته وهويته وأسلوبه الآن.. ولكن أتساءل: لمَ مؤتمرُ تجمّع الدول الإسلامية لا تجمّع له، لا تأثيرا، ولا ممارسة، ولا وزنا عالميا .. ولا صوتا؟ **** - شخصية الجمعة: لطالما أحببت أن أتكلم عن هذا ''الإنسان'' ويمنعني تردد وحرج كبيرين، فهو من أصدقائي الذين أقدرهم كثيرا، كما أنه من النوع المتحسّس في مسألة الذكر العلني لشخصه، لذا يقدم مجموعاته وجمعياته وفرقه التوعوية التطوعية وهو وراءها لا يُرى، يدفع كاملَ هذه القاطرة الحيوية من الأعمال الراقية التطوعية. كما أن العائلة - ما شاء الله - كلها مذهلة في العطاء الاجتماعي والخدمي في المجتمع للناس والمدن، وسبق أن تحدثت أكثر من مرة عن أخيه صديقي ''المعجزة''، وأطلقه عليه أمريكي تعرف عليه، وكنت أشرتُ إليه في مقال في ''عرب نيوز''، هو الكفيف البصر الرائع العقل والعمل عبد الرزاق بن علي التركي. بطلنا هذا الأسبوع لا أود أن أسميه رسميا العامل التطوعي المنظم الأول، فقد يجرحه ذلك، ولكن الدلائل لدي، وهو الأخ الباسم والعامل عبد العزيز بن علي التركي. لن أغوص كثيراً في أعمالِه لسببين: الأول لكثرتها، والثاني: لأني لا أتقن السباحة في الأعماق! مثلٌ واحد شاهده الحاضرون في ''مؤتمر المسؤولية الاجتماعية'' الأخير في الرياض، وسمع عنه بقية الناس في البلاد عن طريق النقل الإعلامي، وهي مشاركة لهناء المعيبد تكلمتْ فيها عن الخدمات المدنية والإنمائية والاجتماعية التي تقوم بها ''الروابي القابضة'' العائدة لشخصية هذا اليوم، لم يقل أحد إنه استعراض لشركة، بل دارت كلمة ما شاء الله إعجابا بالأعمال الإنسانية للشركة وهي أعمالٌ تكلف الكثير، وفي كلمتي تحدثت عن الفرق بين المسؤولية الاجتماعية، والمحاسبة الاجتماعية، فالأخيرة مسألة مطلوبة تحت الحساب والمراقبة، أما المسؤولية فهي تنبع من الوجدان الطيب الحر حين يريد الإنسانُ أن يشارك أهلَه في بلده.. كل شيء! أحسنت هناء التقديم، وأحسنت المداخلة في النقاش، لأنها ماهرة وذكية ومتحمسة للعمل الاجتماعي، ولكونها تقف على أرضٍ رخامية صلبة هي مجموعة الروابي، التي وراءها رجلٌ من مدينة الخبر اسمه ''عبد العزيز التركي''.. انتشرت أعمالُه خارج مدينتِه وخارج منطقته. **** - أمنية الجمعة: أن أرى في يوم قريب نصف مليون وحدة إسكانية وزعت وسكنت من قبل مئات الآلاف من شبيبة الأمة التي تقلبت كثيرا وطويلا على جمر حاجة إنسانية أولى حرموا منها، ليس لأنهم لا يعملون، بل لأنهم لا يجدون. وسنقفل الباب على واحدة من أكبر معاناتنا. في أمان الله.
إنشرها