Author

أمل الهلال في «القنفذ»

|
في الوقت الذي ينتظر العالم كله نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا العام في الـ 28 من الشهر المقبل، ما زلنا في القارة الصفراء نلعب دور المجموعات في مرحلته قبل الأخيرة. الحديث عن أجندة دوري آسيا المقسوم على عامين مضيعة للوقت، وتوفيرا للجهد يكفي أن نقول: قدرنا أننا ولدنا في هذه القارة فقط، وعلينا أن نتحمل بعدها المترامي الأطراف الذي يحولها لوحدها إلى كوكب مستقل. قبل مواجهتي الشباب والأهلي، لا شيء يمكن أن يقال غير تجديد المباركة لهذين الفريقين، اللذين حسما أمر تأهلهما إلى دور خروج المغلوب مبكرا، وقبل جولتين من الختام، ولا أعتقد أن مباراتيهما في ضيافة القطريين الجيش والغرافة يمكن أن تستقطبا أنظار المتابعين من خارج أنصارهما. السعودي الثالث، الاتفاق، حين يستضيف باختاكور الأوزبكي يقاتل من أجل العودة لطريق التأهل وإذا ما فاز فسينتزع المرتبة الثانية من ضيفه بفارق الأهداف، وعليه انتظار الجولة الأخيرة فإما الفوز على لخويا أو الوداع. لا تبدو فرصة الاتفاق في بلوغ الدور التالي صعبة، لكن حال الفريق هو الصعب، إذ إن عروضه حتى الآن لم تظهر فريقا قادرا على تجاوز مربع المجموعات، رغم أن فوزه الأخير على شباب دبي أظهر الرغبة وافتقد المستوى الفني. مباراة الاتفاق مهمة جدا، لكنها لا تستقطب الكثير من المتابعين بسبب عدم الثقة بقدرة الفريق الشرقاوي على المضي إلى الأمام بالنظر إلى مشواره المحلي، والقاري هذا الموسم. مباراة الأسبوع التي أعتقد أنها ستحظى بكل المتابعة في هذه الجولة، هي مواجهة الزعيمين السعودي والإماراتي في الرياض، مباراة ستحسم كل شيء في هذه المجموعة الطاحنة. الهلال يحتاج إلى الفوز ولا غيره حتى يسد باب الحسابات التي تقف في صف العين، والأخير سيكون فائزا لو خرج بالتعادل ليس تقليلا منه ولكن تأكيدا للحسابات في الجولة الأخيرة. قبل أي جولة حاسمة في آسيا خلال السنوات الماضية، يصاب الأزرق بحالة من الرعشة وعدم الاتزان، ويتحول الأسد المفترس إلى هر وديع يتلقى الصدمات ويغمض عينيه فقط، وهو أمر قد يستفيد منه الضيوف اليوم بالهجوم المبكر، ومحاولة هز ثقة الأزرق السعودي، وكل هدف يسجله العين حينها سيكون بهدفين، لأن المهمة ستكون مضاعفة. ويتحول لاعبو الخبرة إلى لاعبين مبتدئين بأخطاء فردية لا يمكن تفسيرها إلا بالرهبة، وإذا اهتزت هيبة الكبار، فلا تنتظر من الصغار أن يحملوا الفريق إلى ضفة الأمان. وحده لاعب صغير، يمكن أن يفعل ذلك، لاعب جريء، يقول لكل متابعيه في كل لقطة: أستطيع.. وأستطيع، رغم سنه الصغير، وجسده النحيل إلا أنه يتوافر على مخزون كبير من التحدي، لاعب لا يختبئ في الظل ولا يحقر من العمل أصغره، يهاجم ويدافع ويسدد ويسجل ويشاغب ويرقص المدرج، وكأنه يقول مرة أخرى: أنا صانع المطر.. فافرحوا. نواف العابد الذي اسماه الزميل الكاتب غير الرياضي الجميل سلطان القحطاني في كتابه (هكذا سقط الزعيم)، "القنفذ"، هو كذلك، إن حاولت القبض عليه لدغتك أشواكه، وإن تركته تبحث عن السلام هاجمك بأشواكه، ولا حل لك إلا الابتعاد عنه بمسافات طويلة، وأمل الأزرق كله هذا المساء يتعلق في أشواك القنفذ. أعتقد أن الزميل سلطان حينما اختار القنفذ لقبا للعابد، ربط ذلك بقدرة هذا المخلوق الصغير على صرع الأفاعي والثعابين رغم حجمه الصغير جدا، بل إن شوكة واحدة من جسده، قادرة على صرع أفعى بطول المتر.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها