العالم

التلفزيون السوري يترنح أمام حقيقة مقطع اغتيال البوطي

التلفزيون السوري يترنح أمام حقيقة مقطع اغتيال البوطي

اكد التلفزيون الرسمي السوري صحة شريط فيديو نشر على شبكة الانترنت حول مقتل رجل الدين السني البارز محمد سعيد رمضان البوطي في انفجار في دمشق في آذار/مارس. وقدم مذيع التلفزيون السوري في نشرة الاخبار "اعتذارا عن الخطأ الذي وقع به" التلفزيون لدى تشكيكه بشريط فيديو يظهر الشيخ البوطي وهو يدلي بمحاضرة داخل جامع الايمان قبل ان يحصل انفجار ما يلبث بعده ان يظهر البوطي وهو يميل على كرسيه ويحاول في الوقت نفسه تركيز عمامته. وبعد ثوان، يظهر رجل امام الكاميرا من الخلف، يقترب من الشيخ، يحضنه قبل ان يتركه وهو يلطم راسه، ويشاهد الشيخ وهو يهوي نحو الارض. عندها، يقترب ثلاثة رجال ويحملون الشيخ الذي بدا وجهه مدمى. وبعد تناقل هذا الشريط، عمدت قناة "العربية" الى نشره والايحاء بان البوطي لم يقتل في الانفجار، وان الرجل الذي اقترب منه هو من قتله بسلاح ما. على الاثر، رد التلفزيون السوري بحملة على "قنوات سفك الدم السوري" التي "تتاجر بدم الشهيد". واعتبر التلفزيون ان "الفيلم مفبرك". وبعد ساعات من هذه الحملة، بث التلفزيون السوري مقابلة مع نجل رجل الدين السني البارز الموالي للنظام، محمد توفيق البوطي الذي اكد صحة الشريط، فقال "عندما حدث الانفجار، انقطع التيار الكهربائي"، لكن "بقي وجه الوالد منيرا، والذين كانوا هناك رأوا وجهه وجسده"، وقد "مال الى جهته ثم اعاد عمامته". واشار توفيق البوطي الى ان الشخص الذي اقترب في الفيديو من الشيخ هو ولده احمد "الذي كان يجلس امام جده الشهيد في جامعة الايمان"، و"سخر من القنوات التي تحاول المتاجرة بالشهيد الراحل". وبعد المقابلة وفي نشرته الاخبارية، قال المذيع "لما كنا شككنا بالفيديو (...)، فاننا من باب المصداقية امام جمهورنا، نعتذر عن الخطأ الذي وقعنا به". وفي 21 آذار/مارس، قالت السلطات ان انتحاريا فجر نفسه في جامع الايمان في حي المزرعة في دمشق ما تسبب بمقتل 49 شخصا بينهم البوطي وحفيده. ولم يعلم ما اذا كان هذا الحفيد نفسه هو الذي ظهر في الشريط، ثم توفي متأثرا بجروحه، ام انه حفيد آخر. وبدا واضحا ان الصور في الفيلم المذكور التقطت من كاميرا ثابتة هي على الارجح كاميرا المسجد، اذ ان الصورة لم تهتز لدى وقوع الانفجار. كما انه لم يظهر في الفيديو اي تفصيل، دمار او اصابات اخرى، خارج الاطار الضيق الذي كان يصور فيه البوطي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم