default Author

مواصفات جسد الموهوب

|
بالأمس القريب كنا مع الطالبات في امتحان قياس موهبة، وبالنظر إلى وجوه الصغيرات ونظراتهن وحركاتهن يقفز إلى ذهنك سؤال: هل من رابط يجمع بين أولئك الصغيرات، هل بينهن صفات جسدية مشتركة ــــ كما هو مؤكد وجود صفات نفسية مشتركة بين الموهوبين أو الأذكياء ــــ تكون لها علاقة بتميزهم وتساعد على توقع تفوقهم مستقبلا، مثل الطول وحجم الجسم أو البنية الجسدية ولون البشرة وشكل العين؟! ما زلنا نقول عيونه تشع ذكاء، وقديما قالوا: إذا أردت أن تعرف مدى ذكاء شخص فانظر في عينيه، لقد درست جوانا روي من جامعة لويس فيل أكثر الأشخاص ذكاء في العالم ووجدتهم يتميزون بعيونهم الزرقاء مثل ستيفن هاوكينج وماري كيوري وستيفن فراي، بينما وجدت أن أصحاب العيون الداكنة يتمتعون بنشاط جسماني أفضل. ويقول باحثون: إن بإمكاننا أن نستنتج صفات الأشخاص من شكل جباههم وطول أصابعهم، فالجبهة العريضة تدل على الذكاء، والضيقة تدل على الفقر واحتمال الوفاة المبكرة، أما حجم الرأس فقد كانت الدراسات القديمة لفترة طويلة تقول بذكاء صاحب الرأس الكبير، ثم جاء بعدها من نفى ذلك بشدة، حيث لم يجدوا علاقة واضحة بعد أن درسوا حجم رؤوس عباقرة وموهوبين على مر العصور! أما الأصابع فقد درسوا دورها في جامعة باث وخلصوا إلى أن الذكور الذين لديهم السبابة أقصر من الوسطى يكون ذلك مؤشرا على تفوقهم في الرياضيات، أما الإناث فيكنَّ أذكى عندما يتساوى لديهن طول السبابة مع الوسطى! وحتى إصبع القدم الكبيرة كانت لها أهمية كبيرة ودلالات لدى الإغريق والرومان، حيث يتميز صاحب الإصبع المدببة بالذكاء الحاد! وجد الباحث أيكاركودي إلياس من مركز شيسر للصحة أن 50 في المائة من الرجال الذين سجلوا معدلات ذكاء عالية تميزوا بغزارة شعر أجسامهم، بينما نظراؤهم سجلوا واحداً من عشره فقط! وقبل أن تفكر في قياس معدل ذكائك تفقد أذنيك، فحسبما يرى قارئ الوجوه الصيني سيانج، أن أصحاب الآذان الكبيرة والعريضة أذكى وأكثر ثراء وأطول عمرا، أما أصحاب الآذان المثلثة فهم أكثر دهاء ومرحا! ومن بين 14 ألف طفل وجدوا أن طوال القامة منهم أفضل أداء للاختبارات من قصيري القامة! ولا يخلو موضوع الموهبة والذكاء من التفرقة بين الأعراق والأجناس، حيث يُثبت عديد من الدراسات تفوق البيض على السمر، بينما اعتبر عديد من العلماء أن في الموضوع نوعا من العنصرية، وربطوا الفروقات باختلاف البيئات والفرص المتاحة سواء اقتصادية أو تعليمية، كما ذكر ذلك ريتشارد نيسبت في مقالة له بعنوان "كل الأمخاخ لها اللون نفسه". ومن وجهة نظري أننا نحتاج إلى دراسات خاصة بنا نحن وبمجتمعنا وبيئتنا، خصوصا مع فرصة وجود الموهوبين في مكان واحد، ما يتيح لنا إجراء دراسات شاملة ومثمرة، ولا نعتمد على ما يقدم لنا من خارج بيئتنا، لاختلافهم عنا جينيا واجتماعيا وثقافيا.
إنشرها