Author

الوطن أولى بك من كندا يا معاذ

|
نقلت وسائل الإعلام عن عضو مجلس الشورى الدكتور عبد المحسن المارك، أن الاستهلاك المحلي للبترول متزايد، وهذا يعود إلى "رخص" قيمة البنزين، وطالب المارك برفع سعر هذه المواد للتخفيف من الاستهلاك ولتشجيع استيراد سيارات صغيرة الحجم ذات استهلاك أقل للطاقة. هل جاء هذا الاقتراح لأن دعم المحروقات يشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة؟ من السابق لأوانه الإجابة عن هذه النقطة، وخاصة أن مجلس الشورى لا يطلع على ميزانية وزارة المالية أو الميزانية العامة للدولة، وبالتالي من الصعوبة بمكان تحديد ومراقبة الدعم والصرف والإيرادات. لعلي أقترح محورين قد يساعدان على تحليل هذا الأمر على المستوى الاجتماعي. المحور الأول أن يكون تحسين الوضع المعيشي للمواطن من أولويات اهتمامات المجلس الموقر. لعلي أزيد أن دخل المواطن السعودي يحتل المرتبة الأدنى مقارنة بنظرائه في دول مجلس التعاون. الوقت يدهمنا؛ الكويت تلحق بقطر وترفع المميزات لتوظيف السعوديين. أقترح أن يكون اسم البرنامج "قافز". آمل أن تقوم لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى بإعادة النظر في فئات مستحقي الضمان الاجتماعي، خاصةً مع الغلاء المعيشي وظروف الحياة الصعبة. كذلك لعل لجنة الإسكان تفك أسر ملف "الإسكان" الذي مر عليه عام كامل وما زال محاطاً بشباكٍ منيعة. كيف يكون ترتيبنا الـ 13 على مستوى العالم من حيث المساحة وما زال المواطن يتسوَّل صكاً لأرضٍ تؤمن لأسرته حياة كريمة؟ كذلك آمل أن تناقش لجنة الإسكان في "الشورى" مقترح قيام الدولة ببناء وحدات سكنية تراوح تكلفتها بين 500 ألف ومليون ريال، وبيع هذه الوحدات لموظفي الدولة بأقساط شهرية لمدة 30 سنة. المحور الثاني هو توفير الدعم اللازم لبناتنا وأبنائنا الطلاب. برنامج الابتعاث الخارجي بدأ يأكل ثماره؛ شهادات عليا مزخرفة تؤهل الخريجين للوقوف طويلاً في طابور البطالة. أريد أن أذكر مثالاً على تفوق المبتعثين ممن أطلق عليهم لقب "سفراؤنا في الخارج". معاذ بوعايشة مبتعث في كندا في هندسة نظم الأطراف الصناعية سعى جاهداً لتسجيل براءة اختراعه باسم المملكة في مشروعين مهمين يعنيان بذوي الاحتياجات الخاصة. لم نستجب لطلبه. ألحت جامعة وسترن في ولاية أونتاريو على تبني فكرته مع تحملها جميع التكاليف المادية، إلا أن معاذ رفض عرض الجامعة. لماذا؟ لأن براءة الاختراع ستسجل في النهاية باسم جهة كندية. هل هناك وطنية أكثر من هذه؟ نسيت أن أذكر أن المواطن معاذ تنافس مع 1500 مشارك من 53 دولة وحصل على براءة الاختراع بجهوده الذاتية. هذا ليس كل شيء، فاز معاذ بجائزة نوبل للعلماء الصغار، حاصدا المركز الرابع على مستوى العالم. تريدون المزيد؟ عينته الولايات المتحدة عضوا في الجمعية الأمريكية لاتحاد المخترعين، واختارته ممثلا عن المملكة في 34 محفلا إقليمياً وعالمياً. قبل أن يناقش مجلس الشورى رفع أسعار البنزين، أتمنى أن يعمل المجلس على تحسين أوضاع المواطنين المعيشية والعلمية الإبداعية. الوطن أولى بك من كندا ومن "قافز" يا معاذ.
إنشرها