المفتي: بيننا مغرضون.. خطرهم عظيم

المفتي: بيننا مغرضون.. خطرهم عظيم

أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، أن البيعة لولي الأمر تلزم الطاعة وعدم التأليب عليه، مشيراً إلى وجود مغرضين لا هم لهم سوى تصيد الأخطاء والتغافل عن الحسنات. وقال آل الشيخ إن على الرعية الوفاء ببيعتهم لولاة الأمر، والسمع والطاعة لهم، وعدم الالتفات إلى الذين يسعون لإحداث البلبلة في البلاد بحسب مصالحهم، واصفاً إياهم بـ"الخطر العظيم"، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، وذكر منهم رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له". وأضاف المفتي في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس أن على ولي الأمر السعي فيما يحقق مصالح الرعية، والسماع لهم وتلبية احتياجاتهم. وحذر آل الشيخ أصحاب العمل من التلاعب في حقوق العمال والمستأجرين، داعياً إلى إعطائهم حقوقهم كاملة وفي الوقت المحدد، وعدم مضايقتهم ليتنازلوا عنها أو بعضها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه". وقال المفتي لأصحاب العمل، ارحموا العمال وإياكم وتعمد الضرر لهم وتحميلهم ما لا يستطيعون، واصفاً ذلك بـ"الغش والخيانة"، مطالباً العمال بالإخلاص في أداء مهامهم الموكلة إليهم، وأن ذلك من الوفاء. وشدد آل الشيخ على أهمية الوفاء بالعهد، وأنه من فضائل الأعمال، وصفة من صفات أهل الإيمان، فهو خلق الأنبياء والمرسلين، منبهاً من شر المماطلة في إعطاء الناس حقوقهم. وأوضح المفتي أن هناك أعداء للأمة يكيدون المكائد، ويعملون تحت إمرة الأعداء، مشيراً إلى أنهم ضلوا السبيل، داعياً إلى التلاحم والتعاضد وتوحيد الصف ضد العدو الذي يتربص بالوطن. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره". يأتي ذلك وسط جملة من الخطب والمحاضرات التي حذر منها المفتي من المظاهرات والتجمعات، حيث قال: "إن المظاهرات لم تحقق خيرا ولم نر فيها خيرا أبدا وإنما رأينا الشر والبلاء"، مؤكداً أن هذه المظاهرات لا أصل لها في الشرع. إلى ذلك أكد آل الشيخ أهمية النهوض بالوقف الإسلامي الذي يعد عماد الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم كالتكافل والتعاون على البر والتقوى، وعطف الغني على الفقير وأخذ القوي بيد الضعيف ليعيش الجميع حياة كريمة. وأوضح المفتي في كلمة له بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد اليوم تحت عنوان "نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي" أن الإسلام أولى عناية فائقة بالمجتمع المسلم ليكون مجتمعاً يعيش أفراده فيما بينهم إخوةً متحابين يسود التراحم والتعاطف بينهم، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
إنشرها

أضف تعليق