Author

هل عدد زوار وإيرادات معرض الكتاب صحيحة ؟

|
بعد انتهاء معرض الرياض الدولي للكتاب أعلن عن عدد الزوار الذي بلغ 2 مليون و 400 ألف و 126 زائرا, وحجم المبيعات الذي تجاوز 71 مليون ريال سعودي , وهذا العدد والمبلغ الكبيران, مؤشران جميلان, يبعثان التفاؤل في مجتمع يبحث عن الثقافة ويسعى للتطور, من خلال القراءة واقتناء الكتب, لكن السؤال الأهم, هل هذا العدد والمبلغ صحيحان ؟ أنا زرت معرض الكتاب مرتين خلال الفترة التي أقيم بها, وفي زيارتي الأول للمعرض توقعت أن أجد شيء مختلف عن العام الماضي من ناحية التنظيم أو استخدام للتقنية, لكن في الحقيقة لم أجد شيء مختلف عن الأعوام السابقة, بل أن هذا العام كان هنالك غياب تام للأسعار على الكتب, والأسعار كانت متفاوتة لنفس الكتاب, فمثلاً اشتريت كتاب السادس من نوفمبر بسعر 30 ريال من أحد دور النشر, واتصل بي أحد الأصدقاء لما علم بتواجدي في المعرض وطلب مني شراء نسخة له فرجعت إلى نفس الدار لأخذ نسخة أخر, وسألت البائع قصداً فأجابني أن السعر 35 ريال, فأخبرته أنني أخذت نسخة (وأخرجت له النسخة التي أخذتها سابقاً من الكيس) وقلت أخذتها بسعر 30 ريال منذ قليل, فقال لي معتذراً (معليش زحمة الناس لخبطتني) فما كان مني إلا إحسان الظن ودفع المبلغ له والمغادرة !! هذا العام اختفت الفواتير للمشتريات سواء كانت فواتير الالكترونية,أو حتى فواتير يدوية, والتي كانت موجودة العام الماضي, ولم أجد فرق يذكر عن المعرض الماضي سوى زيادة عدد دور النشر وهذا أمر إيجابي, والاختلاف الثاني زيادة عدد أجهزة البحث الالكتروني للكتب, ورغم زيادتها عن العام الماضي إلا أنها تعتبر قليلة مقارنة بعد مستخدميها الذين يصطفون أمامها لوقت طويل. بعد استعراض ما وجدته في زيارتي لمعرض الكتاب أتسأل سؤال منطقي, كيف استطاع المنظمون للمعرض معرفة عدد زوار المعرض, فأنا أتيت مرتين, وغيري زار المعرض أكثر من ذلك فهل هذا التكرار في الزيارات يحسب وكأنه زائر جديد, آم لا ؟ كما أن قيمة الكتب يأخذها البائع نقداً ويضعها في جيبه أو في "كرتون" بجواره, فكيف يتم حصر ذلك يومياً بشكل دقيق, فالنقد من المعروف أنه صعب الحصر في المحل الواحد الصغير, فما بالك بوجود حوالي 975 دار نشر في هذا المكان !! إذا أردنا أن نعرف إحصائيات معرض الكتاب الصحيحة وليس التخمينات أو المبالغات كما هو حاصل خلال تاريخ المعارض السابقة, يجب أن يكون هنالك بوابات الالكترونية أو على الاقل تحتوي على عداد للزوار, أو يلزم كل زائر بتسجيل موعد لزيارته مسبقاً مربوط مثلاً برقم السجل المدني, ويتم ذلك من خلال موقع المعرض الالكتروني أو حتى عند بوابات الدخول للمعرض حتى نعرف العدد الصحيح حتى مع تكرار الزيارة. وبالنسبة لحصر إيرادات المعرض فلا أجد من طريقة سوى أن يتم استخدام برامج المحاسبة الالكترونية, أو استخدام بطاقات الصراف الآلي والفيزا, فهي تستطيع تحديد كل هللة تخرج من الزائر وتذهب الى دار النشر في المعرض, كما أنها تقضي على التلاعب في الأسعار. أنا لا اقلل من حجم زوار المعرض أو من العائد المادي له,لكن في الحقيقة من المخجل أن نكون في العام 2013م, ولا يزال المسئول يعمل بطريقة كما لو كان يبيع الأشياء القديمة والباليه في سوق " الزل " أو أي سوق شعبي أخر, والمؤسف أن هذا المعرض هو حدث ثقافي عالمي ويعد الأكبر على مستوى المنطقة العربية, ولن أقول عالمياً لان وضع معارض الكتاب العالمية مختلفة عن معارضنا تماماً !!
إنشرها