الأسر الألمانية أقل ثراء من الإسبانية والإيطالية

لم يتهيأ الألمان قط لفكرة استخدام قدراتهم المالية لإنقاذ دول الجوار الأوروبي، لسبب ربما يكون وجيها. فقد أظهرت دراسة عن الثروات الشخصية نشرها البنك المركزي الألماني "بوندسبانك" هذا الأسبوع، أن معظم الألمان في حالة أسوأ من نظرائهم في بعض الاقتصادات المأزومة. فالأسرة الألمانية المتوسطة أقل ثراء بمعدل ثلاث مرات من نظيرتها الإسبانية أو الإيطالية. ففي حين تملك الأسرة الإسبانية المتوسطة ثروة صافية تقدر بـ 178 ألف يورو، المقابل في ألمانيا 51 ألف يورو. وتتناقض النتائج بشكل حاد مع من جوانب أخرى متعلقة بالأداء الاقتصادي في منطقة اليورو، إذ يزيد متوسط إجمالي الناتج المحلي الألماني للفرد بواقع الربع عن إسبانيا. ويقترب معدل البطالة في ألمانيا من مستويات قياسية منخفضة عند 5.3 في المائة، بينما يرتفع في إسبانيا إلى أكثر من 26 في المائة. ويعتبر انخفاض مستويات ملكية المنازل في ألمانيا أحد العوامل الرئيسية التي تمت الإشارة إليها باعتبارها سببا للتفاوت في الثروة. ويأتي متوسط الثروة للفرد في ألمانيا بعد النمسا وفرنسا. وقال بوندسبانك: إن الدراسة التي استندت إلى بيانات تم جمعها في عامي 2010 و2011، كشفت عن الدور الذي تلعبه ملكية المنازل في بناء الثروة. وعقب اندلاع أزمة اليورو بدأ كثير من الألمان التهافت على امتلاك منازل بوصفها مخزنا للقيمة، إلا أن 44 في المائة فقط منهم يعيشون في منازلهم الخاصة، مقارنة بأكثر من 80 في المائة من الإسبان. وقال البنك: إن الدراسة بينت أن كثيرا من الألمان يعتمدون على شبكات الأمان والتحوط الاجتماعي القوية نسبيا في بلادهم، ما يجعلهم أقل اهتماما بتملك المنازل. ونشر البنك المركزي الدراسة الاستقصائية لشؤون المالية الشخصية لـ 3500 أسرة كجزء من دراسة خاصة بالجوانب المالية والعادات الاستهلاكية لدى الأسر في منطقة اليورو.