Author

معرض الكتاب واقتصاديات الثقافة

|
عاشت الرياض طيلة الأيام الماضية عرساً ثقافيا تمثل في إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد استمعت إلى أحد المسؤولين عن المعرض في مقابلة إذاعية بعد انتهاء فعالياته، حيث أشار إلى النجاح الكبير الذي فاق سابقاتها، وذلك من واقع الإحصاءات التي أوردها، إذ فاق الحضور 2,4 مليون زائر، وقدرت المبيعات بنحو 71 مليون ريال، وشارك مئات دور النشر فيه، كما قدمت خدمات جديدة متماشية بذلك مع التطور التقني التي منها مثلا عرض نحو 40 ألفا من تطبيقات آيفون. وفي سؤال عن مقارنة معرض الرياض الدولي للكتاب مع المعارض العالمية الأخرى خصوصا في تنافسيته، أشار في مقابلته تلك إلى أنه لا توجد دراسات علمية موثقة للمقارنة عن مؤشرات التنافسية، غير أن من بين القرائن على نجاح معرض الرياض الأرباح التي يحققها الناشرون، والتي يقدرونها بجني 60 في المائة من أرباح مبيعاتهم طيلة العام مصدرها معرض الرياض. ونظرا لهذا الإقبال والمؤشرات التي تدل على النجاح عاما تلو الآخر، فقد أضاف أنه سيرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من جهات الاختصاص، مقترحا إيجاد مقر دائم لمعرض الكتاب يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله. وحيث لا يحضرني كل ما قيل في تلك المقابلة إلا أن ما ورد فيها يوحي بنجاح فعاليات المعرض، والإقبال النهم سواء من الزائرين أو الرغبة من الناشرين في إيجاد موقع لهم على أرض المعرض، إذ أشير في المقابلة إلى عدم كفاية المساحة إلا لنصف المتقدمين من دور النشر، وما هذه المؤشرات بلا شك إلا دليل على النجاح خصوصاً في جدواه الاقتصادية. إن مثل هذا المعرض يقع في دائرة قطاع أعمال اقتصادي سواء في التكاليف أو الدخل المتحصل منه. ومثل معرض الكتاب فعاليات الجنادرية، التي في بعض جوانبها أرى أن تكون أعمالها طيلة السنة. فهي - الجنادرية - منبر ثقافي تاريخي لهذا البلد الكبير، وليكن هناك احتفالات أو فعاليات سنوية بحسب تواريخ المناسبات الوطنية أو بحسب مناسبات تلائم أعمال المعرض المقترح أن يكون معرضا دائما. وهذا في تقديري أجدى اقتصادياً، حيث من المتوقع أن تتعدى المنفعة إلى أكثر مما هدف إليه كل معرض أو فعالية مماثلة ولو بشكل غير مباشر.
إنشرها