اتصالات وتقنية

ذكاء «أبل» .. الاحتكار يغيظ المنافسين ويعزّز ولاء المستخدمين

ذكاء «أبل» .. الاحتكار يغيظ المنافسين ويعزّز ولاء المستخدمين

ذكاء «أبل» .. الاحتكار يغيظ المنافسين ويعزّز ولاء المستخدمين

بدأت شركة أبل، عملاق صناعة الأجهزة الذكية، في جني ثمار هوس راحلها ستيف جوبز الذي كان يهدف في كل خطوة أو ابتكار إلى السيطرة التامة واحتكار الأعمال، والخروج بشكل فردي على صعيد البرمجيات والمكونات الداخلية للأجهزة، في الوقت الذي كان لا يرغب في دخول طرف آخر لتشغيل منتجات أبل وأنظمة تشغيلها، والوصول إلى منتج ذكي يصمم ويبرمج وينفذ داخل الشركة. وحسب تأكيدات أحد مبرمجي شركة أبل في أوقات سابقة بأن ستيف جوبز كان يتناقش مع المطورين الكبار في عالم الشبكات على أنه يريد الاستغناء عن شركات الاتصالات وبناء شبكة خاصة لأبل تكون عن طريق شبكات Wi-Fi، لكن النقاش لم يخرج لهم بأي نتيجة لسبب واحد ضعف نطاق تغطيت هذه الشبكات وصعوبة تنفيذ هذه الفكرة في جميع دول العالم، حيث إن المستخدم لن يكون دائما في المدينة، بل سينتقل إلى الضواحي والقرى التي تكاد أن تكون تغطية Wi-Fi معدومة في تلك المناطق؛ لذالك قتلت تلك الفكرة في حينها، لكن ستيف أصبح يبحث عن حل لفرض سيطرته، حيث إنه لا يريد أن يكون هناك أي طرف ثانٍ غير أبل لتشغيل الآيفون واستخدامه، بعدها حاولت أبل شراء إحدى شركات الاتصالات، لكن هذه المحاولة أيضا باءت بالفشل. ورغم احتدام المنافسة في الوقت الحاضر بين أبل كفريق وشركات أنظمة التشغيل مثل جوجل وفايرفوكس ومصانع الأجهزة الذكية الفريق الخصم، وفرض الأولى قيودا قوية لاستخدام تطبيقات المنافسين في أجهزتها، ورغم منعها استخدام تطبيقاتها في الأجهزة المنافسة، إلا أن 400 مليون جهاز يحمل نظام تشغيل IOS حتى الآن أغرى عددا من الشركات المنافسة لتوقيع اتفاقيات مع أبل لوضع تطبيقاتها في متجر أبل الإلكتروني. #2# وحسب تفسيرات والتر موسبيرج، الصحافي المختص في مجلة وول ستريت الأمريكية، فإن نتائج تلك الأعمال كان وراءها حب سيطرة ستيف جوبز على جميع مكونات أجهزة أبل، حتى أصبحت هي المنفذة لأعمال البرمجيات والمصنعة لمكونات هواتفها، في المقابل يبقى المنافسون ينقسمون إلى شطرين الأول برمجي كما هو موجود في جوجل عبر نظام تشغيها "أندرويد" والشطر الآخر صناعة الهاتف كما في سامسونج والتي زجت بنظام جوجل "أندرويد" في هواتفها الذكية. جوجل شركة البرمجيات العملاقة تؤكد لمجلة وول ستريت بأنهم يرغبون في توفير منتجاتهم وخدماتهم لأكبر شريحة ممكنة، وهذا ما يؤكد لهفة جوجل عبر أندرويد المنافسة لأبل في الوصول إلى مستخدمي IOS للاستفادة منهم، ليس هنا فقط، بل سامسونج، أشرس منافسي أبل على الصعيد القانوني والتجاري، فقد استطاعت الأخيرة من خلال متجرها الإلكتروني في "آيفون" و"أيباد" من التحكم عن بعد في شاشات سامسونج الذكية. ليس هذا فقط، فمستخدمي iPhone وiPad عندما يفضلون تطبيقات من منصات تشغيل أخرى مثل محرك بحث بينج وتطبيق السحابة الإلكتروني سكاي درايف من شركة ويندوز، وتطبيق ون نوت وجول ماب من جوجل والذي يستخدم في أندرويد، فإن ذلك متاح لهم في التطبيقات التي وفرتها أبل لهم في متجرها الإلكتروني، في المقابل مستخدمي أندرويد و وويندوز وأمازون لا يتمكنون من استخدام تطبيقات أنظمة IOS. وصول شركة أبل إلى هذا الحد من الأعمال أغاظ منافسيها رغم حاجتهم لأبل، آخرها تلك التصريحات الصادرة من فايرفوكس جاي ياليفان، مدير عام شركة، الذي عبر عن امتعاضه من أبل واصفاً قوانينها بالصرامة الزائدة عن اللزوم، وهذا ما دعا عددا من المحللين لسرد أبرز الأسباب التي خلقت الكراهية في منافسي أبل. الاحتكار كان أول تلك الأسباب التي جعلت المنافسون يكرهون أبل، فعند الحديث عن الشركات التقنية بشكل عام فكثير منها حصل على نصيبه من اتهامات الاحتكار، ولعل أكثرهم مايكروسوفت. لكن أبل لديها تاريخا مع عمليات الاحتكار والمنافسة غير الشريفة، و لعل حادثتي جوجل وأدوبي قبل فترة بسيطة من أكبر الأمثلة المؤخرة على ذلك. عندما منعت أبل تشغيل ملفات الفلاش في متصفح هواتفها (و هذا مستمر إلى الآن)، قامت كذلك بمحاولة منع مطوري التطبيقات من نشر أعمالهم التي تم بناؤها أساسا على برنامج أدوبي فلاش، أيضا أبل حاولت منع خدمة AdMob الخاصة بجوجل للإعلانات على الهواتف المحمولة، لكن أبل لاحقا تراجعت عن قرارها بسبب ضغوط و تدخلات من هيئات معنية بمكافحة الاحتكار. في المقابل أثبتت خلال مسيرتها أنها إحدى أفضل الشركات التقنية في تاريخ الصناعة، ودائما قدمت منتجاتها بفكر راقي و تجاري ناجح، فقد أثبتت أيضا بأنها ليست محدودة في أفكارها، فبعيدا أجهزة الحواسيب الرائعة لديها استطاعت الشركة النجاح في أسواق مختلفة، مثل البرمجيات ومشغلات MP3 وسوق الموسيقى الرقمية، وفي آخر دورة اقتصادية نجحت الشركة في إحداث ثورة في عالم الهواتف الذكية عندما قدمت الآيفون أول مرة ومتجر التطبيقات الذي يعد أحد أفضل الابتكارات الحديثة على الإطلاق، وتأتي تلك النجاحات ثانيا في قائمة الأسباب التي أدت إلى كره المنافسين لها، فأعداء النجاح في كل مكان، وكما يقول المثل، لا ترمى إلا الشجرة المثمرة. وثالث تلك الأسباب هو العمل الفردي التي تنتهجها أبل في أعمالها والأمر هنا يعلق بكون أبل هي من تصنع التقنية وكذلك البرمجيات. كمثال مخالف هناك مايكروسوفت، أي مصنع حواسيب أو مصنع هواتف يستطيع استخدام نظام ويندوز. بينما أبل لا تسمح للآخرين باستخدام أنظمتها، لكنها تفضل أن تعمل وحيدة، تريد أن تسيطر على كل شيء وهذا أسلوبها في تقديم تجربة فريدة ومتقنة. لكن هذا في المقابل حرمها من انتشار أكبر وعلاقة أفضل مع مختلف الشركات المصنعة للأجهزة، وإن أردنا الحقيقة فهذا قد يكون أمرا إيجابيا وربما سلبيا، لكنه أحد أسباب ابتعاد الكثيرين عن النظام. ستيف جوبز شخصيا كان في قائمة الأسباب التي جعلت منافسي أبل يزيدون من غيظهم؛ وذلك كونه أحد رموز صناعة التقنية عبر التاريخ، وأحد أنجح القادة على الإطلاق، لكن تصرفاته كانت متعجرفة ومغرورا، ويبدو دائما زائد الثقة في النفس، وكأنه يعتقد أنه دائما على صواب والآخرين على خطأ، وكثير من خيارات ستيف أيضا في مؤتمراته هي فقرات تباهي على الآخرين، وقد صدف في أكثر من مرة أن استخدم معلومات خاطئة أو اقتباسات غير دقيقة ليظهر منافسيه بمنظر سيئ.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية