Author

بـ «قريح»

|
غضب مني بعض الاتحاديين وبعض الكويتيين، بسبب تغريدتين فسرتا بسوء الظن، وتم تحويرهما إلى الشخصية بعيدا عن الموضوعية. رغم أن بعض الموضوعيين ناقشوهما انطلاقا من الفكرة لا من مَن كاتبهما، واختلفوا واتفقوا لاحقا. قلت في حينه إن الاتحاد ذهب إلى معسكر الكويت وهو يفتقد سبعة عشر لاعبا من أصل ثلاثين لاعبا مقيدين في الفريق الأول، نصف الغائبين في جدة والنصف الآخر في المنتخب، ما يعني أن أصفر جدة ذهب في أول أيام المعسكر بـ 13 لاعبا، زائد خمسة لاعبين من الفريق الأولمبي كما تتيح اللائحة، والمجموع كله لا يسمح لمدرب الفريق إجراء تقسيمه من فريقين يضمان أحد عشر لاعبا في كل جهة. وتساءلت حينها، ما الفائدة من المعسكر؟ فغضب بعض الاتحاديين وتعالت أصواتهم: وش دخلك، نعسكر بخمسة مو شغلك؟ ثم كتبت في تغريدة أخرى: البنية التحتية الرياضية والملاعب في الكويت مع كل الاحترام لا تشجع على إقامة معسكرات رياضية. فانضم بعض الكويتيين المتعصبين إلى الاتحاديين، وتشاركوا الغضب، موجهين سهامه للعبد الفقير الذي يزعم أنه يبحث عن المصلحة العامة، بل إن اتحاديا مشبعا بحب الاتحاد قال لي: وش دخلك يا ملقوف، نعسكر في ''قريح'' مو شغلك. والحقيقة أني لا أعرف أين تقع ''قريح'' وهل هي صالحة لإقامة المعسكرات أم لا تصلح مثل الكويت، حتى أستطيع الرد فآثرت السكوت. وعندما تقول البنية التحتية الرياضية، فأنت تتحدث عن الوسائل المساعدة وليس الملعب فقط، مثل صالات الحديد، مرافق العلاج الطبيعي، الفنادق والطرق، وحتى وسائل الترفيه. البارحة الأولى، كنت في الكويت ضمن مناسبة لا تتصل بمعسكر الاتحاد ولا بنية الكويت الرياضية بصلة، بعد المؤتمر الصحافي كان أول سؤال وجهه لي الزميل مراسل قناة الوطن الكويتية: لماذا استهزأت بمرافق الكويت الرياضية في تغريدتك؟ دفعت تهمة الاستهزاء التي لا تليق بالكويت الحبيبة، ولا بشخصي الغلبان، فوجدته يقول: الناس فهمتها استهزاء. وأجبته: فهم الرياضيين غالبا يأتي ضمن قوالب ثابتة ومسبقة يضعون الشخص لا الفكرة فيها. الكويتيون أنفسهم، يشكون من رداءة الملاعب، مثلها مثل بعض الملاعب في السعودية، كملاعب نجران والقصيم والشعلة والشمال والجنوب، بل إن ملاعب الكويت تعيش شُهبة دائمة، وهجرها الاخضرار، ربما تضامنا مع الانكسارات المتوالية للأزرق وضعف مستوى الدوري، وغياب التنظيمات الإدارية العصرية في المؤسسات الرياضية. والكويتيون أنفسهم يشكون الحال بسخرية عالية تمثلت في قول أحدهم: بالعكس ملاعبنا مميزة بالحفر التي تساعد على تنمية الكنترول لدى اللاعب. أما الاتحاديون، الأحبة الأعزة، فهم يعلمون تماما أن معسكرا يضم هذا العدد من اللاعبين لا يمكن أن يخرج منه الفريق بفائدة مرجوة، سوى تغيير الجو، والوجوه، ولا أعلم حتى اللحظة هل التحق السبعة القاعدون في جدة بالمعسكر أم لا، وإن التحقوا فالعدد سيصل إلى خمسة وعشرين لاعبا فقط، أي تقسيمة وثلاثة احتياطيين. ما سبق يؤكد أن بعض الجماهير الرياضية تتعامل مع بعض الأطروحات وفق قاعدة المرتدين القديمة: كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مُضر. وهذا داء لا يمكن التصدي له ما لم يقم أولو المسؤولية والرأي بأدوارهم الحقيقية، في تلوين ذائقة الجماهير وتوعيتهم، والتأثير في الرأي العام بالحكمة والموضوعية، وما لم يصمت من يجيد إفساد الذوق العام ولا يملك من الرأي إلا أرذله.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها