«ابن حميد» يعمّر السقيفة الأولى في بيت العاصمة الإسلامية للثقافة

«ابن حميد» يعمّر السقيفة الأولى في بيت العاصمة الإسلامية للثقافة

بدا الشيخ صالح بن حميد محرجا وهو يهم بوضع اللبنة الأولى في صرح فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية 2013 التي أطلق فعالياتها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز ليل الثلاثاء الماضي، وبحضور ضيوف المناسبة كان ليل الأربعاء موعدا لوضع «السقيفة الأولى» في بناء المناسبة الثقافي. ظل الشيخ القاضي والإمام للحرم المكي يقدم كلمات التواضع بأن يحظى بشرف كهذا ثم يلقي اللوم تارة للمنظمين وإن بشكل مازح على أنهم وضعوه في وجه المدفع ليتم تكليفه بأولى الفعاليات لمناسبة عالمية كهذه، وأمام جمع من المثقفين والشخصيات الدولية كهؤلاء وبموضوع دقيق كهذا الموضوع الذي يبحث «تطلعات الشباب المسلم» فيما جل الحاضرين من الشيوخ» هكذا يعلق «ابن حميد» فيما يشبه الاعتذار المازح عن أي تقصير يشوب المحاضرة أو أي ملاحظة قد يدونها غيره. الحاضرون كانوا ضيوفا من الحجم الثقيل على مستوى المكانة التي يحظون بها في الذاكرة العربية والإسلامية، ففيهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق أول رئيس في تاريخ الجمهوريات العربية يقدم استقالته، وفيهم محمد حسان الشيخ والداعية الأكثر جماهيرية في مصر، وفيهم مثقفون عرب وأعاجم يعرفون في اللغة العربية وفنونها أكثر قليلا مما يعرفه سيبويه، لذا بدا الحمل كبيرا على رئيس مجلس الشورى السابق في السعودية، وهو يخاطب جمهورا فيه مثل هؤلاء. غير أن ابن حميد سرعان ما دخل في صلب الموضوع ليخرج من عباءة الرجل الهادئ الخجول إلى رداء المحاضر الواثق في مادته القادر على إدارتها وفق الطرق المتاحة التي عرف مسالكها قاضيا وخطيبا وتحت قبة البرلمانات. تحدث ابن حميد عن أن التغيير أمر حاصل لا محالة، كناموس كوني، فالأفضل في هكذا حالة هو أن ندير التغيير لا أن نجعله يديرنا، وأضاف في ذات السياق: «واجب المجتمع تجاه الشباب يتطلب معرفة استعداداتهم واحتياجاتهم الأساسية، ولا بد لذلك من صياغة الخطط والبرامج لمنح الشباب فرصة تحقيق الذات والشعور بالانتماء وفق ضوابط مع توفير الرعاية الصحية والنفسية، والمبادرة بالتغيير لا الاستسلام». وأضاف أن الهوية هي جوهر الشيء وحقيقته، وغالبا ما تكون لها ثوابت كالشجر لها أغصان ولكن لا تتغير ومن ذلك قوله تعالى «أصلها ثابت وفرعها في السماء»، على ألا يكون هناك فرق بين الثبات والتجدد، وأضاف أن «هوية الأمة صفاتها التي تعتز بها مستشهدا بهيمنة الدول الكبرى وفرض هويتها من خلال لغتها ولباسها وثقافتها بجميع أطيافها، كما استشهد بالأثر الذي تركه المستعمر على بعض الشعوب، وشدد على أن اللغة هوية، والدين مظلة الهوية كلها، ونحن مسلمون، ثقافتنا واحدة حتى بطريقة المأكل والمشرب». الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الحذيفي الذي أدار الندوة الثقافية الأولى في المناسبة جال بالأسئلة والمداخلات بين الحضور ليتحدث الشيخ محمد حسان عن أهمية عنصر الشباب في الأمة، لافتا إلى أنهم هم بداية الأمة الإسلامية حين كانت أعمار جل من أسلموا مع الرسول الكريم دون الأربعين عاما، مقترحا وضع خطة عملية للشباب في كل بلاد المسلمين تحث على الاقتراب منهم والتفاعل معهم عبر وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة، الأمر الذي أيده فيه ابن حميد في الرد على المقترح، مطالبا بضرورة التوجيه في استثمار المقترح وتطبيق ذلك. السيدة ابتسام باجبير من القاعة النسائية تحدثت عن أهمية توطيد العلاقة بين الأسرة والمدرسة ليضيف «ابن حميد» أنه لا بد أن تكون العلاقة بين الأسرة والمدرسة من جملة خطط ومسؤوليات التعليم وضمن أولويات العناصر التربوية، على أن تكون بنود تلك العلاقة بين البيت والمدرسة مكتوبة ومطبقة. المناسبة الأولى في عاصمة الثقافة الإسلامية أو كما أسماها المنظمون «السقيفة الأولى» مرت بسلام لتؤسس بهدوء لمناسبة ثقافية قد تبدو تقليدية وقد تتطور لتشكل علامة فارقة في المشهد الثقافي الإسلامي، خرج الضيوف سعداء بالتنظيم الذي بدا ناجحا مع لمحة هدوء أخاذة، ليخرج الشيخ صالح بن عواد المغامسي أمين عام المناسبة وقبله الدكتور فهد السماري رئيس اللجنة الاستشارية للمناسبة راضيان، وإن لم يبلغا بعد الطموح الذي يرسمانه لهذه المناسبة الاستثنائية.
إنشرها

أضف تعليق